بالأمس البعيد لم تكن تمطرها سحائب كلماته ، ولا أنداء حروفه بل كانت تضور ظمأ لها ، تحلم بكلمات العشق والدلال ، تهفو إليها كما تهفو طبيعتها الأنثوية إلى الغنج ، واحتلال الجمال ، وامتثال الرقة والرقي العشقوي ، وكان غبي !
بالأمس كانت تكفها بضعة حروف عن هدايا ثمينة ، أو بضع كلمات عن عطايا وفيرة ، لكن غيابه كان شيء عظيم ، لم يدرك أبدا المعنى الحقيقي لوجود المحب صوب حبيبه ، لم يدرك سوى ذاته وأما الأخر فيبدو أنه توهم لعمر يكفي لنسيانه ، أنه كصخرة صماء لا تشعر ولا تكل ولا تمل !! ، ولا تدور الآف الأحاديث في ذهنها ، عن أوقات مريرة لا حصر لها مفتقدة إياه أو سواه في معية الفراغ والأفكار الصعبة في الزمن الصعب ، في حين أن لكل امرأة عالم به أصابع تتشابك بأصابعها ، أنفاس تشاركها تلك السيمفونية الأكسجينية الغربية الصعبة ، ونبض له ديمومة دق الطبول مادامت الحياة ، وما دامت القلوب في ذوات عناوينها تقطن ، ما برحت تغادر صدر المكان !! كالبلهاء صارت تتنتظر التخلي عن قليل من الغباء ومن الغياب ، والشعور بأنها هنا لازالت تتنفس ، والحب فيها إليه يختنق !!
فما قيمة تظاهره بوجود وهمي ؟ وهي وحدها تحتضن وحدتها ؟!
لم يشعر مطلقا بجموحها وحيويتها ورغبة أصابعها بالتشابك ، ورغبة ابتسامتها بالصفا ، ورغبة تلك الأسماع لعذوبة الحروف ، بل وظمأها لكل حرف من حروفه ، كان الثمن زهيدا جدا ، أن يبتاع حبا أبديا لا يفنى بفناء الأجساد .
مرحلة عمرية حقيقية تمر بكل امرأة
تمارس فيها سذاجة الحب البدائي الطفولي الفطري ، ولا سوى ذلك يمارس قلبها ! وهو هناك حيث لم تكن هي ، فتستجدي منه الكلمات تارة وتطلبها صريحة تارة أخرى ، شيئا فشيء كانت قناديل المشاعر تنطفيء ، حتى ما عادت تطلب ، وما عاد يشعر أو يقول ، حتى ما عادت إذا ما قيلت الحروف تشبعها ، وما عاد الغياب يهزمها كما فعل من قبل في أشد أوقاتها احتياجا لشعوره ، وبدا غريبا ينام إلى جانبها كل يوم ، ويأكل في صحونها ، وهي تسأل من هذا الذي لا أعرفه ولا يعرفه خيالي الذي أخطأ فرسم غير الحقيقة ، أو قد يكون قام بتجسيد أمنياته الصاخبة والمبالغ فيها ، لا شك أنها الخطيئة الكبرى في حق النفس ، أن ترسم الأشياء والأشخاص وفق أمانيها ، وإنما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ! وزماننا كالسفائن لا يعنها بم تأتي أو لا تأتي به الريح ، ولكن الأنفس كانت تفعل ،
وسفائن الأحمال لا يعنها حرجا
أو ضيق تلا سعة سلما وإن هرج
كزمن الخوطر رحلت سفائننا
لم يعنها بحرا للبحر قد مرجا
مكسورة بنا ترحل خواطرنا
وترى سفين الماء مبتهجا
لا شيء مما مر يكسر خاطرا
لشيء من سوى الإنسان مختلجا
فيشق في الفؤاد مجراه دمعة
والبؤس جاحد بعصاه قد حلج
على غرة يركض فيصرعنا
وكم من والج للحلم ما ولجا ..
كانت الكلمات تحوم على فمها ، كانت تتساقط كالمطر ، كانت مروج بين يديها ، وفي عينيها ، وفي صدرها ، لم تكن تهتم لركض الزمان ، بل كانت الأسطورة تشغلها ، عن استضافة تجاعيده ، فنسيت حتى أن تكبر ، لتليق ملامحها بما مرت سنواتها من عمر كانت أسطورتها التي أرادت أكمالها إلى النهاية القدرية ، فلم تسمح الأقدار لها بالبداية ، وذهب الزمان ، وقد عاد متباطئة خطاه ، تحط هوامه على غصن عار إلا من جفافه ..
بالأمس كانت تكفها بضعة حروف عن هدايا ثمينة ، أو بضع كلمات عن عطايا وفيرة ، لكن غيابه كان شيء عظيم ، لم يدرك أبدا المعنى الحقيقي لوجود المحب صوب حبيبه ، لم يدرك سوى ذاته وأما الأخر فيبدو أنه توهم لعمر يكفي لنسيانه ، أنه كصخرة صماء لا تشعر ولا تكل ولا تمل !! ، ولا تدور الآف الأحاديث في ذهنها ، عن أوقات مريرة لا حصر لها مفتقدة إياه أو سواه في معية الفراغ والأفكار الصعبة في الزمن الصعب ، في حين أن لكل امرأة عالم به أصابع تتشابك بأصابعها ، أنفاس تشاركها تلك السيمفونية الأكسجينية الغربية الصعبة ، ونبض له ديمومة دق الطبول مادامت الحياة ، وما دامت القلوب في ذوات عناوينها تقطن ، ما برحت تغادر صدر المكان !! كالبلهاء صارت تتنتظر التخلي عن قليل من الغباء ومن الغياب ، والشعور بأنها هنا لازالت تتنفس ، والحب فيها إليه يختنق !!
فما قيمة تظاهره بوجود وهمي ؟ وهي وحدها تحتضن وحدتها ؟!
لم يشعر مطلقا بجموحها وحيويتها ورغبة أصابعها بالتشابك ، ورغبة ابتسامتها بالصفا ، ورغبة تلك الأسماع لعذوبة الحروف ، بل وظمأها لكل حرف من حروفه ، كان الثمن زهيدا جدا ، أن يبتاع حبا أبديا لا يفنى بفناء الأجساد .
مرحلة عمرية حقيقية تمر بكل امرأة
تمارس فيها سذاجة الحب البدائي الطفولي الفطري ، ولا سوى ذلك يمارس قلبها ! وهو هناك حيث لم تكن هي ، فتستجدي منه الكلمات تارة وتطلبها صريحة تارة أخرى ، شيئا فشيء كانت قناديل المشاعر تنطفيء ، حتى ما عادت تطلب ، وما عاد يشعر أو يقول ، حتى ما عادت إذا ما قيلت الحروف تشبعها ، وما عاد الغياب يهزمها كما فعل من قبل في أشد أوقاتها احتياجا لشعوره ، وبدا غريبا ينام إلى جانبها كل يوم ، ويأكل في صحونها ، وهي تسأل من هذا الذي لا أعرفه ولا يعرفه خيالي الذي أخطأ فرسم غير الحقيقة ، أو قد يكون قام بتجسيد أمنياته الصاخبة والمبالغ فيها ، لا شك أنها الخطيئة الكبرى في حق النفس ، أن ترسم الأشياء والأشخاص وفق أمانيها ، وإنما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ! وزماننا كالسفائن لا يعنها بم تأتي أو لا تأتي به الريح ، ولكن الأنفس كانت تفعل ،
وسفائن الأحمال لا يعنها حرجا
أو ضيق تلا سعة سلما وإن هرج
كزمن الخوطر رحلت سفائننا
لم يعنها بحرا للبحر قد مرجا
مكسورة بنا ترحل خواطرنا
وترى سفين الماء مبتهجا
لا شيء مما مر يكسر خاطرا
لشيء من سوى الإنسان مختلجا
فيشق في الفؤاد مجراه دمعة
والبؤس جاحد بعصاه قد حلج
على غرة يركض فيصرعنا
وكم من والج للحلم ما ولجا ..
كانت الكلمات تحوم على فمها ، كانت تتساقط كالمطر ، كانت مروج بين يديها ، وفي عينيها ، وفي صدرها ، لم تكن تهتم لركض الزمان ، بل كانت الأسطورة تشغلها ، عن استضافة تجاعيده ، فنسيت حتى أن تكبر ، لتليق ملامحها بما مرت سنواتها من عمر كانت أسطورتها التي أرادت أكمالها إلى النهاية القدرية ، فلم تسمح الأقدار لها بالبداية ، وذهب الزمان ، وقد عاد متباطئة خطاه ، تحط هوامه على غصن عار إلا من جفافه ..