إنها اللحظة تطوقني بشعور يلفني ، فأشعر أنني قد أكملت رسالتي في هذه الحياة وإن كنت أخشى شيئا فهو فقط ألم الفراق على قلوب الذين أحببتهم قبل الخليقة التي ساقتني إلى هنا وأمكثتني ، متعطشة للحب والحنان الساري ذهابا وإيابا بين الناس والأقرباء والأحباب ، أعطي وأأخذ وأأخذ وأعطي هكذا تمنيت وهكذا حصلت على نصف التمني ، لكنه بعدالة الدنيا كثير !! أشعر وفي هذي الأوقات العصيبة تحديدا الذي يفرق فيها بين الحق والباطل في وجود مموهه ضبابي والأنظار معلقة على كل الأبواب تضرب ودع التخمين والتحزير من أيهم سيخرج الحق سالما نقيا غير مشوه أو مشوش عليه بدخان الباطل ، هناك مواكب تتصاعد إلى السماء ، وزمرا تترقب تحت الأرض يغطيها الثرى هناك خلايا تعمل وتعمل ليل نهار ، لا تتوانى ولكل حقه ولكل باطله ، اقتظت الحياة بضجيج يتساءل عن الأمصار، جلست بعد ما أخذتني من يدي فكرة صغيرة جرجرتني إلى مقعد سارحة شاردة ، أستمع لصدى الروح ، هل بعد ذلك مسيرة أم حان الوقوف ، فعلت كتير أشياء تعبت ، تعبت كثيرا ، جسديا ومعنويا جهاديا، هزائم وانتصارات ، حتى وقف أبنائي على بر أظنه آمن لو أنه بدوني ، وهذا كل ما كنت أتمناه ، أن نصل معا لنقطة مرضية ، وبرغم كل شيء آلمني وعثرني وصلنا ، وإني أستعد بكل جوارحي للقاء الأعظم ، لا أخشى ما أنا مقبلة عليه ، أود أن أقبل ولا أدبر ، أود أن أسلم بسلام ، أود أن أطير شوقا على وليس من ، وكأنني وقفت رافعة تلك الراية ، يضربني كل شيء ولا يصبرني إلا أنني أوشك أن أسلمها لساعد أشد ويدا أقوى ، انتهت المهمة بسلام وأريد الراحة من هذه الدنيا والهروب إلى دار السلام ، فاللهم لا نعمة تضاهي نعمة وجودك ، وكل ما سوى ذلك عدم لا حقيقة تؤكد جماله أو تواجده الحقيقي دون أن أكون داخل حلم نامت فيه عيوني لألآف السنين ....