قبل أن يصمت .....

مجنونتي الحبيبة !! نعم أنت !! لا تتعجبي يا ابنة القلب ، اخترتك لمدينة الأسرار هذه ، لأنك ستقدرين كل حرف رسم هاهنا ، فأنت تعرفينني جيدا لا أكتب إلا أحسست ما أقول ، لا التأليف يعرفني ، ولا ترتيب الكلمات أعرفه ، فإذا قرأت حزنا فاعلمي أن تلك الحروف كانت يوما دموع غزيرة من ذاك القلب الذي رحل ، كان زجاجا رقيقا للغاية قبل أن يصمت ويرحل ، لا أستثير دموعك ، ثم إياك أن تبكي ستشعر حروفي وتبهت ، أها تسألينني لم اخترتني أنا تحديدا ؟ لأنك مثلي ورثت القوة والضعف في آن واحد وستكونين أجدر من يحتفظ بمذكراتي التي كانت هي مشاعري يوما دون أن يدري أحد ، أريدك أن تعلمي شيئا بل أشياء أهمها إياك وداء الضعف بحجة رقة القلب والشعور ، إياك ثم إياك فهذا حقا ما قتلني ، ثم إياك والتمعن في التفاصيل ، تعلمي أن تعطي ذكائك إجازة ، لا تسعي وراء فهم الأشياء التي ربما جدا لا تعنيك ، دعي الحياة تمشي أمام عينيك بسلام ، واحرجي المواقف البائسة بعدم الإهتمام ، إياك أن تهبي قلبك لأحد مهما كان فالناس ليسوا أمناء إلا من رحم الله ، قد تجدين أوقاتا صعبة فلا تتبعيها اتركيها تمضي دون تركيز ، أولا وقبل كل ذلك ، الوقاية خير من العلاج ، لا تفتحي أبواب الأدواء ثم تجاهدي لكي تعالجيها ، بل اقطعي دابر الداء حيث صادفته، لا تتركي عقلك للخيال الجامح فلا يفعلها سوى المجانين ، فلحظة الخروج صعبة كلما طال الخيال بالمسير ، انزلي فورا إذا يوما تفاجئت أنك تركبين ارجوحة هوى ، لا تتوهمي أشياء وتصدقي أنها حقيقة وتتمادي في التصديق ، كل شيء مباشر في الحياة مريح جدا ، في يغرنك لعبة فك الألغاز ، ولعبة البحث عن تفسير منطقي للأحداث ، لا تقبلي الستائر إلا على جسدك ، ولكن في الحياة الإباء والتمرد على كل قناع وغطرسة وتضليل هما أصل الإنسان ذو العقل الراجح ، انسحبي من كل مكان تجدين فيه ذاتك ستجبر على مخالفة العقل والإحساس بأي حجة كانت ، لا ترضي بالظلم بحجة الحب والغفران فالظالم غالبا لم يغير نفسه لأجل الإنصاف ، العالم به شر كثير متخفيا في عباءة الخير ، وبه أيضا خيرا لم يزل ، فلا تنخدعي بمعسول الكلام ، أخاف عليك كثيرا فقد كنت صلبة لزمن اعتقدت أنه يكفي للنجاة ، ولكنني كنت جدا مخطئة، الأيام خير معلم فاحذري أن تتعلمي وتعلم الأيام عليك ، كنت أتمنى لو أنني أستطيع صياغة مواقف بعينها وما أكثرها لكنني أثق في ذكائك وأعرف أنك سوف تفهمينني ، أحقا ؟ أم أنني لازلت أتوهم ؟؟
اضحكي دائما وكثيرا فأنا أعرف أنك تعشقين الضحك مهما كان حجم أحزانك ، أشياء داخلي كثيرة لكنني أفشل في تجميعها ، لكني أعدك أن أدون كل ما يجول بخاطري إليك ، حتى يأذن الله بالنهاية ..
لا أعلم لم أشعر باقترابها رغم اني لا أود ، لكنها إذا جاءت من سيوقفها ..
الآن ذاهبة لكنني سأعود ما دمت حيا...