لازمن الخير يا أبتي ، وجنة النور والفردوس يا كبدي ، رجائي هناءا دائما وأبديا ، كنت آتية يسبقني حماس حديثي ودمعتي ، خبئت في جعبة نفسي شكواي ، وجريت مسرعة إليك ، لأقص لك عن مآسينا ، وأحكي لك ما غاب عنك من أخبارنا ، لكني ترددت قليلا وتراجعت للوراء خطوة ، أنا لا أريدك حزينا علينا ، وقد أقول أنني أشكو إليك ما قد لاقيت من الدنيا ومن البشر ، واعود مستحية من ربي ، فهو قاضي الحاجات وهو أحق بالشكوى إليه عمن سواه ، لكني جئت أبادلك الحديث أحكي لك وأشكو مشهدة إلهي فهو الأعلم وهو الاعظم ، ما بالك والحديث مر في حلقي ، والف غصة لا تكاد تبتلع حتى تلحقها الدموع ، أشعر بالعجز والوقوف وحدي في مواجهة الآلام ، كيف لا تستطع يدي الحراك ، وتبديل النهايات ، أو حتى البدايات ، كيف بكم لساني ،؟! وانعزل قلبي في مكان قصي واعتنق دين الصمت وهو الباطل ، إننا في أوج لحظات الضعف والخذلان !! أريد الحديث بلا توقف معك ، ولكنني منهكة الأعصاب ، مرهقة بأحمالي ، مضغوطة بين سطحين أقلهما حرارة تصل إلى حد الغليان ، أريد أن أرتاح يا أبي ، ادعو لي ربك وأنت بين يديه أن يعجل باللقاء ، فقد أتعبتني الدنيا ، ولا سبيل للخلاص إلا الرحيل عنها ، أدعو كثيرا فإنني والله اشتقت إليك ....