من الروح الطاهرة النقية المؤيدة بنفخة ربها ، إلى الروح الطاهرة النقية المؤيدة بنفخة ربها .. أعلم أيتها الروح أنه لا ذنب لك فيما تحدثه النفس الأمارة بالسوء لذاتها ولغيرها .. أعلم أنك بيضاء تحملين الخير والطهر والطيب وتجبرين ، على كل ما نشوهك به من شهواتنا واعوجاجاتنا ، وربما أنت تصرخين فينا لا تفعلوا ، بل واقدروا لي قدري ، واتركوا أمركم بالجور والظلم ، وأطيعوا أمري ونهيي ، ربما تبكين علينا ، ويعز عليك زلاتنا , التي لا تليق بأجساد تحملك ، كهدية من الله ، ربما تحلمين على من آذيناهم ، وتشفقين على من آلمناهم ، وتعنفينا ، كيف نفعل ذلك بأنفسنا ، وبانفس أخرى ؟؟! ندين ونستدين ونطمس لطفك وشفافيتك، وقد لا نسمعك ، ولاينصت كبرياؤنا ، وغرورنا الواهي ، الذي ستبعثره المنية ذات يوم ، فنصحو ونستفيق على تفاهة ما كنا نعتنق من تعال زائف ، وعلوا ما كنا نحن ببالغيه ، لنرى حقيقتنا وحقيقة أحجامنا التى ما خرقت أرضا وما بلغت الجبال طولا ، ونعلم أنا كنا نحمل صق الإله العظيم الرحمن الرحيم ، وتفويضا منه لكل واحد منا أن يخلفه في خلقه ، فيكون رحيما متى ما تطلب الحال ، ويكون حكيما متى ما أراد الموقف ، ويكون ، ويكون ، ويكون ، متى ما طوعت له روحه الخالصة أن يكون في كل وقت وحال ، أشكو لك خيبة أفكارنا ومفاهيمنا ، ونسياننا ليوم تشخص فيه أبصارنا ولا نستطيع أن نرد فنعمل غير الذي كنت نعمل ، ونعض على أناملنا ندما وحسرة ، ونجد كل ما عملناه حاضرا ، ونقول رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما فرطت ، لعلي أغير معاملتي فأحسن للناس ، لعلي ارد المظالم ، لعلي ولعلي ، ولعلي !! فاحتوينا وأحيطي بنا ، واجعلينا غير منزوعي القلوب ، غير منزوعي الإنسانية ، ولتشقي عن طينتنا ، ومنها تخرجي ثمرة الإله ، فلطالما تركناها بلا غراس ولا رواء ، فعاث فينا منا ، وعاث منا فينا ، فانقذي من هو على شفا حفرة الهلاك ، وانقذينا ...