اشتقت إليك فوق كلمة الاشتياق ،في كل يوم اغمض عيني وأفتح عيني خيالي ، وأجري في خيالي نحوك معانقة لك ، واضعة وجهي في صدرك بقوة أتنفس فيه الأمان ، أشتمه وأتنشقه ، وحين أشبع وتهدأ روحي أحكي لك وأحكي عني ، وأكمل حديثا علق في روحي وما أكملته إليك ، ثم إنه هناك ياأبي ، شبهته بك قلبا وقالبا! ودعوته حبيبي ، وفي الخفاء أدعوه بأبي ، أنصت إليه وألتقت من كلماته زهور الحنان أقبلها وأصعد لأعلى وأعمق مكان في قلبي وأخبئها ، وأرددها في وحدتي من أصداء الذاكرة ، فأكررها وأكررها ، أنا سندك ، أنا أمانك ، وكأنه دون أن يدري يحوطني بذراعيه ويضم خوفي لصدره ، لم يفعل ذلك أحد مثله ، وحين يفعل تتفكك خلاياي وأصبح كالنسمات تحمل عطر احتوائه ، أخرج من نفسي في لحظات وتدور الروح حول الكلمات ، أفرد له جسد أنفاسي وأدنو وأدنيه من صدر النبضات ، وأسأله هل تقصد صدقا ينديني كما الوردات ؟ لكن حيائي دوما ما يمنع أسئلتي جلب الإجابات ، لكني أذوب وأهترىء في صمت معه ، ويتعرق من فرط هيامي جبينا تصنعه الخلوات ، ألهذا أحب ؟ لا يخلد ظني إلى الشك ، وليست بالقلب احتمالات ، إني أهواه بحرمان لا يدنو لأن يصبح نزوات ، أو عمر طائش لا يرقى لنضج محتوم بعد فوات ، إني أهواه وأريد يداه لتمسكني ، نمضي لسبيل يجمعنا من طرف الدنيا إلى الجنات ، إني أصوره لو مر بعمري ، واتكأ براحة أيامي ، واحتضن بعيني أحلامي ، وامتدت نفسه في نفسي ، وتنهد صدر الأحزان . أخبرتك ، وتوالت فينا الأحاديث وتوالت فينا الحكايات ، ما زال حديث يجمعنا ، والآن علي أن أرحل ، وابقي لي من روحك دعوات .
تنعم مؤنسة خلواتي ... من ظلك بقيت كلماتي
وحروف تحتل الذكرى.. من قلبك تسكن بحياتي
تنعم مؤنسة خلواتي ... من ظلك بقيت كلماتي
وحروف تحتل الذكرى.. من قلبك تسكن بحياتي