إنه في يوم السبت الموافق ٤\٨\٢٠١٨م ، قبضت فلذة الحب ، وصوته ، وحقيقته التي لطالما هامت حولي وغفت على كفي واستظلت بأصابعي ، قبضت ملاذ عيناي ، ولطف ساعاتي ، وفرحة روحي ، لم أدر كم منديل بللته دموعي الهادرة ، لكن ما أدريه أنني أتقلب في أحزان ذاكرتي بها ، كنت أعلم أن الفراق يوما سيضم إحدانا إلى صدره ويغفو طويلا على مهد الزمان ، وترحل سعادتي بك أيتها الودودة ، إلى حيث الطريق الغارق بحجارته ، والإشارات المطفئة ، إلى حيث المكان الموازي عند ضفاف النهر الجافة منابعه ، والشمس الراحلة ، والقمر المختفية منازله ، إلى حيث لا أدري ! أصابني الخدر سويعات ولم أدر أنه ملك الموت تأهب لقبض نفسك الصغيرة التي تحوي الفضاء بجوفها ، حين تخفقين بريشات خمس تحتضنين الهواء بجناحيك ، أرادك ودون أن يشعرني ، كم أنت شفوق بقلبي وناظري أيها الملاك العظيم ، أعلمت أيها القابض المأمور كم بلغ ضعفي ، ووهن قوتي ، ما كنت لأقوى أن أرى قبض سعادتي فشكرا لك ، ووداعا أيتها العصفورة الحبيبة لقلبي ، وأعدك أن تكوني أول ما أدعي في جنة الخلد سيحنو ربي علينا ويبقيك من بين التراب حية معي .