عندما يلتقي الصدق , الحب , والإحترام , عندما تتصافح الإنسانية , والإنسان في نقطة هدوووء راقية , وسرائر سليمة معافاة من دنس الأرض , فهناك مي زيادة , وجبران !! وهناك أنا وجبراني ، الذي لم يرسل لي من أطراف الأرض رسائلا بطوابع الحب الأزلية ، وعناوين الصداقة الأبدية ، ربما أخطأ موزع البريد العنوان ، أو ربما لازلت أنت هناك ، تقطن في عصر ما قبل الورق والكتابة ، أو ربما ستجييء في عصر يرتد فيه الناس عنهم ، وبكليهما يكفرون ، هل جربت يوما أن تشتم رائحة الورق المرصع بالحروف ؟ وإن أخبرتك وقتئذ أن أطراف الرسالة لامستها أطراف يدي ، ماذا كنت فاعلا ؟ أليس كما سأفعل لو أتتني تلك الورقة التي حملت اسمك ولا مستها أطراف يديك ، ل قبلتها واشتممتك فيها مع كل نفس من أنفاسي ، لم أعي أنني غير مي ، في مودتها وحنينها وحنيتها ،، كم مي دفن التراب آثارها ، فمنهم من ذاع خبرها ، ومنهم ما استتر ، خلف حيائها .. وأذكرك للمرة اللانهائية ، بأنك لم ترن حين أخطو فوق رؤس الحروف راقصة متوخية الحذر أن أطيل عليها وقوفي ، فأثقل عليك من حمل أمنياتي وحبي ومودتي وعتابي وحنيني العازف ، العازف عن لحن ترتجيه آذان القلب ، وإيقاع ينتظم على إثره النبض .. وكل مي تحدث جبرانها في عطر زهرة ، وتغريدة عصفور ، وحفيف شجرة ، وخرير جدول ، ونسيم ليلة قمراء !! ما أرق تهذيبها !! كلمات مستعذبة تهذي بها في ليال مستعمرات ، مداهمات ، تسطو على جزيرة أحلامها الساكنة الناعمة ، فتستحيل ثورة لا يأس من فورنها ، ولا أمل بالخضوع .. جبراني الذي أعاره الظل منزلا ، وأعاره المجهول منصبا ، وأعارته الحياة عهدا ، وأعاره النبض مهدا ، أعرني قبرا ولحدا ، واحفر أعمق الحفر وادفن المسافات والأزمنة ، ولا تظن بموت الرسالة في يدي .. ونم هانئا ، كما استحببت وسائدك البيضاء ، وأسرة همسك الوثيرة ، والتقيني في حلم جميل