كلمات مجروحة

أيا جرحي الذي اصطفيتك ،
خل بيني ، وبين الذكرى ،
تلك الساعة الواقفة
في خاصرة الحزن ،
ومعطل فوق رأسي ،
ناقوس النسيان .

لم أكن أعلم أنك أتيت بي ،
إلى مرفأ الوداع ،
لترفع أكف الماضي ،
مشيرا إلي ، أن وداعا .

الحزن رابض في معقل الروح ،
يماحك ظلامه الكئيب ،
فطرة النور الأذلية .

يكفي أن مزق البرد قميص أحلامي ،
وشاطره الزمان تواطؤا ، فمن أي الجهات ،
أبدأ النوم . وأنت الوجه الذي لا ينسى

وأنا الذي آنست ناري ،
فقبستها ولن أبالي ،
وكبحت في أغواري سرا ،
قد من قلبي جراحه .

اليوم نامت عيون الحب ،
اليوم رتبت النمارق ،
وأعددت الحرائر ، والمخامل طرحتها ،
وأسرة النسيان الآن ممهدة .

في صدري تمر الجنائز ،
وانتهز الزمان صمتي ،
عن آلام السياط ،
واحتباس صياحي ،
ويعلج الهم فيه دون همس .

الحزن أضعف من أن يقاتل ، دون بشاعة رغبته..
وأهون من أن يقتل .. في سبيل خلاصي ،
أحقا كان الحزن جبان !!؟

أكتب بلا ترتيب ، أفكارا مبعثرة ،
عيناك بين السطور ،ترمقني
خطواتك نحوي ، نحو البعيد تقترب ،
كيف مات الأمل ، ولم تفترق بعد الأحبة . .

غريبة!! كانت غربتي !!
لون النهار غريب !!..
شكل السماء كئيب ..
حتى الصباح بالصباح.. كان
يتنفس شباب
فما رأيته هناك.. سوى عجوز..
في كل يوم.. يتوكأه المشيب
وذلك الرفيق.. ياصاحبي
كان ظلا.. كم تلاشى بالطريق
حتى الحبيب.. في غربتي..
ما إن .. سألته ودا ..فلا يجب
كل شيء في الغربة جمود
يبدو بقسوة الصخر الصليب
إلا العمر.. سقط مني..كدمعتي
كمد السراب ..صار كالملح المذاب

أطل من نافذة وجودي
تتسكع الحروف ،
في شوارع الأرق متشردة
حافية المعاني
من ثياب جمالها متجردة
كم كان كاذبا شعوري ..
من يصدق الريح وثور ة التراب
كل ذلك لا شيء كل ذلك وهم
كوهم الشراب في حلم الظمأ
وتبذل عيونك مقابل جحود ..
وتبذل حياتك في دنيا السراب وفاءا للعهود .
وكف ودود يصافح خيال ..
فلا تعود بأدنى الردود ..

أنهار من الأفكار جفت ،
وأودية من الأحلام غارت ،
اكفهر الليل في وضح الحياة ،
كيف تراكمت الأشياء في العدم ،
ولم تحدث سوا فراغا !! ؟؟
ورعونة الأمل لازالت تمخر خلايانا !

نودي في روعي أن الموت مختصر الزمان ،
وأن العمر كحلم ، أيما طال لن يتعدى ثوان ،
ترى هل تبدل الزمان بلازمان كما أسلفت
في رؤياي !؟

تضارعني النجمات !
حين تطفئ أقدام الفجر المتهادي
توهج لألآتها ، فتخفت رويدا رويدا ، وتتوارى !

هجروا الضفاف وحيدة والنبع إذ يجري
صارت هناك قبورا ومن بهم يدري
أليس من طائف يشد من أذري
يلقي إلي سلاما
تسألني كلمات ألحقها بالعذر
هجروك أم يحلو في بعدهم هجري ..

طفل يسبح في روحي
ينبش أنقاض جروحي
طفل يلهو ب لعبته القديمة
يقذفها من رأسي حتى سفوحي
تنكسر بين الماضي وبين الحاضر