شاعر ومشاعر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شاعر ومشاعر

كلماتنا قنينة ومدادها مشاعرنا


    قراطيس فارغة ....

    Ozlim
    Ozlim
    Admin


    المساهمات : 2094
    تاريخ التسجيل : 27/09/2015
    العمر : 63

    قراطيس فارغة .... Empty قراطيس فارغة ....

    مُساهمة من طرف Ozlim الثلاثاء مارس 07, 2023 3:59 am

    كنت أقول : ويقرؤنني بين السطور ولا يشير من أحد بأصبعه ، كنت أفوح من حنيني عطرا ، ويفرون إلى الدخان ، ويتوارون خلف جدران الزمان ، وكأن ابتسامتهم على حافة العمر سيلقونها ، كان السراب ما تمرغت به أنفسهم لكنهم تركوني وحدي أنتظر حرموا أنفسهم حنيني وحرموني إلا من وهم وجودهم !! لم أكن أقرأ نفسي يوما بسطور الحب لديهم ، كنت ألمحني بين سطور حروبهم ، وأنا حواء الحقيقة وأنا الرقيقة التي خشيت تيبس أوراقها ، ونضوب مياهها ، هي خلقت للحب ، والحب في زمنها عزيز ، ما ضره آدم لو طيب جرح الإثم القديم ، أما كان يكفيه خروجها من الجنة معه لتشقى؟! ما ضره آدم لو وجد حنانها يحيطه دون تقيد ، وحبها يملأه دون تحديد ، ولو أرادها جنة فردوس ل لبته وأضحت له التعويض ، لم جاهد فطرتها وحولها ليس مثله بل وأقسى من الجلمود ، تجهم النبض فيها ، ودهشة الغربة حجرت عيناها ، ودهشة السؤال من أنا أصبحت يا آدم ؟؟ لم لا أراك آدما؟ وكنت لك أنثى الجنان ، كتب لك العشق دما في كل وريد ، وأنت ل قسوتك تزيد !! ..
    ونسيت حواء كيف كان ينبض الفؤاد عشقا إليك ؟ كيف أفنت من ليال في خيال لا تنفك عن شوق ووله بك ؟ كيف كنت أنت في عينيها أوحد وكأن العالم بأسره ليس معك !! كيف رأتك العالم ، وكيف لك ألا ترها ؟ أعطتك جميل الكلام وجميل النعوت وعميت حبا عن كل النقائص ، وما كان منك غير خناجر الكلمات ، وسكاكين الوصوف !!
    حواء طاقة الحب والحنين والدفيء ، طاقة الجمال والنور والعطر ، حواء مخلوقة الجنة وأنت الأرضي التي وهبتك نفسها ، وبالأخير تغتر وتكابر وتتبع دروب أوهامك لتصل إلى الجحيم ، الذي بعناد أبيت إلا أن يبقى مصيرك !!
    وتأتي ويداك مبسوطتان لمزن نبذته آملا فيه الماء ولظمأك تريده رواء ، أنى لك وقد غلبتك شقوة طينتك ، وأضعت الماء و الرواء ..
    ونادتك التي كانت في حياتك مجهولة ، نادتك لتفيض على قلبك من عسل المحبة ومن الهناء ، ما كانت لتريد أخذك منك بقدر ما أرادت عطاؤك ، كانت أمنيتها ابتسامتك حين تتفتح عيون صباحك ، صانعة من روحها زهرة تشتمها أنفاسك ، كانت تناشد رقة تنساب من بين شفتيك تذيب جليد الدنيا حولها ، تودعك فلا يفلتك حضن ذراعيها ، وتستقبلك بمثله ، جنة كانت تريد بأرضك النماء ، لكنك أبيت إلا غربتها ونظرة عيناها الساخطة أو الراضية مرغمة إلى أن تنتهي الحياة  ..
    لا علم لهؤلاء الأوادم كم كانت خسارتهم ، بغباء معاملتهم ، وتصرفاتهم الحمقاء ، لا علم لهم بجنة كانت لهم ،
    كم تركوا من جنات وفراديس..
    واستبدلو البياض بالغطيس
    ولهثوا خلف السراب
    وتركوا نعم الونيس
    فليس هؤلاء سوى
    بلهاءفارغون
    كفراغ القراطيس ..

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 3:20 pm