حرائقها في صدري
كنت في السادسة أو السابعة من عمري حين رأيت كل ذلك الجحيم ، الذي يعيش فيه أهل غزة رأيته بأم عيني كان الناس يركضون في الشوارع وكنت أركض معهم ، وفوقنا تحلق الطائرات وتقصفنا بالقنابل والصواريخ ، كان الخوف والزعر يتملكني وأنا أركض محاولة أن لا تسقط على رأسي أو بالقرب مني القذائف ، رأيت الناس يصرخون أثناء ركضهم ، ويهرعون إلى أفنية المنازل وأحواشها ، وأنا معهم ومعلقة عيني في السماء تترقب الطائرات في ظل انتشار الفوضى على الأرض لا مكان آمن ، وكأنني عايشت الجحيم ، وتذوقت أهوالا كبرت وعظمت في نفس طفلة صغيرة جدا لم أدرك حينها أنني مسجونة لبعض الوقت داخل حلم مزعج وسوف ينتهي وأخرج الآن ، لم أدرك سوى الرعب والرهبة، لذا أنا أدرك جيدا بمجامعي ، بجوارحي، بقلبي ونفسي وعصبي ما يلاقيه هؤلاء الأحباب من أهوال ، وطامة كبرى ، أدرك بنبضي المتسارع بخوفي ، بأنفاسي المرتفجة أنهم ليسوا كمثل غيرهم من الشعوب سواء هم أم أحبابنا بالجنوب ، فحدود القلب مجروحة ، وكل اتجاهاته تبكي وتئن ، وخيام العجز الثقيلة قد هيلت علينا ، وتالله ما كنا أبدا ولن نكن بكل هذا الضعف ، لولا مقامع من الخزي وقيود من الخذلان حطت فوق معاصم حريتنا ، وتركتنا مكلومي الضمائر ، ليس لنا من أمرنا إلا غصة ما اغتصبنا عليه ، من بتر ليس مكتمل ، فلا دواء ، ولا انتهاء لألمه !!
كنت في السادسة أو السابعة من عمري حين رأيت كل ذلك الجحيم ، الذي يعيش فيه أهل غزة رأيته بأم عيني كان الناس يركضون في الشوارع وكنت أركض معهم ، وفوقنا تحلق الطائرات وتقصفنا بالقنابل والصواريخ ، كان الخوف والزعر يتملكني وأنا أركض محاولة أن لا تسقط على رأسي أو بالقرب مني القذائف ، رأيت الناس يصرخون أثناء ركضهم ، ويهرعون إلى أفنية المنازل وأحواشها ، وأنا معهم ومعلقة عيني في السماء تترقب الطائرات في ظل انتشار الفوضى على الأرض لا مكان آمن ، وكأنني عايشت الجحيم ، وتذوقت أهوالا كبرت وعظمت في نفس طفلة صغيرة جدا لم أدرك حينها أنني مسجونة لبعض الوقت داخل حلم مزعج وسوف ينتهي وأخرج الآن ، لم أدرك سوى الرعب والرهبة، لذا أنا أدرك جيدا بمجامعي ، بجوارحي، بقلبي ونفسي وعصبي ما يلاقيه هؤلاء الأحباب من أهوال ، وطامة كبرى ، أدرك بنبضي المتسارع بخوفي ، بأنفاسي المرتفجة أنهم ليسوا كمثل غيرهم من الشعوب سواء هم أم أحبابنا بالجنوب ، فحدود القلب مجروحة ، وكل اتجاهاته تبكي وتئن ، وخيام العجز الثقيلة قد هيلت علينا ، وتالله ما كنا أبدا ولن نكن بكل هذا الضعف ، لولا مقامع من الخزي وقيود من الخذلان حطت فوق معاصم حريتنا ، وتركتنا مكلومي الضمائر ، ليس لنا من أمرنا إلا غصة ما اغتصبنا عليه ، من بتر ليس مكتمل ، فلا دواء ، ولا انتهاء لألمه !!