شاعر ومشاعر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شاعر ومشاعر

كلماتنا قنينة ومدادها مشاعرنا


    الشاعر عيسى جرابا .. لا ترحلي

    Ozlim
    Ozlim
    Admin


    المساهمات : 2094
    تاريخ التسجيل : 27/09/2015
    العمر : 63

    الشاعر عيسى جرابا  .. لا ترحلي Empty الشاعر عيسى جرابا .. لا ترحلي

    مُساهمة من طرف Ozlim الأربعاء مايو 17, 2023 4:26 am

    لا ترحلي
    *في رثاء امه
    رحلتْ وقلبي خفقَةٌ متوسلـةْ
    والليل لم يأبهْ فأطفأَ مشعَلهْ
    *
    ناديت ملهوفًا وملءُ جوانحي
    شوقٌ يصارعُ ما بعيني من وَلَهْ
    *
    وأصختُ يغمرني الظلام ولمْ يكنْ
    إلا عواءُ الريحِ بت أصيخُ له
    *
    فرجعتُ منكسرًا أكفكفُ عبرتي
    والحزنُ يغرسُ في فؤادي منجلَهْ
    *
    والذكرياتُ تريقُ صمتي
    واصطفاقُ الفقدِ ينثرني شظايا أسئلة
    *
    من لي سواكِ؟ فهل ستأتينَ الغداةَ؟
    مشاعري تقفُ الغداةَ مؤملة
    *
    ولم التأخرُ؟ أين أنـتِ الآن؟
    حانَ الوقتُ، أم كلُّ الوعودِ مؤجَّلَة؟
    *
    أمي حناُنكِ روضُ عمري أقصرتْ
    فيهِ الحياةُ وليس غيرُكِ منهَلَه
    *
    فيكِ البقايا كمْ بها من قصةٍ
    ما بينَ مُجمَلةٍ وبينَ مُفصَّلَة
    *
    لا ترحلي مازلتُ أركضُ إنما
    كلُّ الدروبِ إليكِ باتتْ مُقفَلَة
    *
    لاحتْ طيوفُكِ فانتفضتُ مهرولاً
    لا شيءَ للمشتاقِ غيرُ الهرولة
    *
    ذكراكِ ما تنفكُّ عني ، وجهُها
    نورٌ ومعزفُ صوتِها ما أجمَلَه!
    *
    ” عيسى حبيبي” أيُّ لحمٍ رَقَّ
    حتى لمْ يدعْ في مُهجتي ما بلَّلَهْ؟
    *
    من لي سواكِ؟
    فقدتُ أعظمَ نعمةٍ
    منذُ افتقدتُ صلاتَكِ المُتبتِّلَة
    *
    فالبدرُ أنتِ إذا دجى ليلي وإنْ
    صُبحي أطلَّ فأنتِ شمسٌ مُرسَلَه
    *
    (أمي)
    وترتجفُ الحروفُ على فمي
    فعسى تحطُّ على يديكِ مُقبِّلَه
    *
    عامٌ مضى في إثرِ عامٍ
    تعصرُ الآهاتُ في ثغرِ انتظاري حنظلة
    *
    خلفي وقدَّامي صحارى شقوتي
    تمتدُّ تزرعُها خُطاي المُثقلة
    *
    وكأنني في لجةٍ والموجُ مسعورٌ
    فآخرُهُ يعاضِـــــدُ أوله
    *
    وإذا سمعتُ منادياً (أمي)
    غصصتُ بحسرتي وسكبتُ دمعي حوقلة
    *
    و إذا رأيتُ البِرَّ فيهِ عضضتُ من
    ندمٍ يدي لمْ أبقِ فيها أنملة
    *
    (أمي) وكم ردَّدتُها متـلذِّذاً
    واليومَ في شفتي تبيتُ معطَّلَة
    لا ترحلي!
    هل تسمعين؟
    كأنني وحدي
    شعورٌ فاقَ أنْ أتحمَّلَهْ!!
    *
    منذُ ارتحلتِ ومهجتي مكلومةٌ
    فقداً وعيني ما تزالُ مبلَّلَة
    *
    أنساكِ؟!
    كيفَ وكلُّ ما حولي له
    ذكرى بوهَّاجِ الشعورِ مُكلَّلَة؟!
    *
    ورحلتِ وارتحلتْ نوارسُ بهجتي
    وبقيتُ أركضُ ليس ثمةَ بوصلة
    *
    إن كانَ آلمني الرحيلُ فإنني راضٍ
    بأنك نلتِ أعلى منزلة
    *
    والقلبُ رغمَ توقُّدِ الأشواقِ لمْ
    يتركْ دعاءً صالحاً ما رتَّـلهْ
    *
    فتَّشتُ عنكِ وأنتِ في قلبي شذاً
    زاكٍ وسنبلةٌ تعانقُ سنبلةْ
    *
    الشاعر عيسى جرابا

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 2:44 pm