ماذا بك أيتها الشجرة ؟ هل أصابك مكروه ؟ هل أمالت الريح شيء من فروعك ؟ أين ثمارك ؟؟ لا تيأسي وإن سقطت أوراقك ، سيأتي حتما الربيع وتعودين كما كنت وأفضل مما كنت ، قلقة عليك لكنني لا أعرف من أين الطريق إليك ، كان ظلك ممتدا ، لكنه توارى في كثرة الظلال ، كنت أمر عليك في كل يوم لأسقيك تارة ، وأجلس تحت وروفك تارة ، وأتأملك تارة ، ابتسم لك تارة ، وابكي عليك تارة أخرى ، كنت تعرفيني ، وكنت أعرفك ، كنا نتحدث سويا بلغة التمايل ، تميلين علي وأميل عليك ، ونسمات العبير تدور حولنا ، تقبل جبيننا، وخدنا ، وتلاعب خصلات شعري ، وتعرف لحن حفيفك .. مالك اليوم تربكين قلبي ؟ وتستبيحين خوفي ، وتستدنين دموعي !! وأنا هناك أدثر بردي وصقيعي وأخفي ما ظهر مني ، ليوقد النور حولي دفئا ، وأنت معي في دفئي ، لكن خوفي من الأيام مقيت ...