شاعر ومشاعر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شاعر ومشاعر

كلماتنا قنينة ومدادها مشاعرنا


    حديث نفس (2).....

    Ozlim
    Ozlim
    Admin


    المساهمات : 2094
    تاريخ التسجيل : 27/09/2015
    العمر : 63

    حديث نفس (2)..... Empty حديث نفس (2).....

    مُساهمة من طرف Ozlim الإثنين أكتوبر 10, 2022 3:23 am

    من نفس الدافع العاطفي القلبي العقلي كان منطلق أفكاري وتساؤلاتي ؟؟
    وأعود مجددا ، ويشغلني الأمر السابق طرحه في حديث النفس الأول !! وأتسائل
    لماذا يقول هؤلاء مثلما قال الأولون ، وقد رأوا كيف أخبر الله عن أحوالهم وجدالهم وأسئلتهم مسبقا ، وجاء بإجابة لكل سؤال ؟

    كيف عرف محمد ذلك الرجل البسيط وتوقع تلك العقول من البشر ؟ ومن أي استقراء توقع أسئلتهم وأفكارهم ؟؟!
    وهناك العديد من الأسئلة المطروحة منهم والرد عليها في القرآن الكريم ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم ، قل يحيها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم) ، ( ويسالونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما اؤتيتم من العلم إلا قليلا)


    نحن نتفق على وجود تمييز واضح بين أنواع القلوب ، فمنها اللينة ومنها القاسية ، ومنها ما بين هذا وذاك ، وأيضا تختلف العقول من حيث طريقة الفهم ، فقد تطرح قضية واحدة على عقول شتى ، وتجد العديد من المفاهيم التي تخص تلك القضية الواحدة
    !!
    وهناك مثقفون وعلماء في شتى المجالات ، ومنهم المؤمن ، ومنهم المتشكك ، ومنهم غير ذلك ، فما الذي يحكم الأمر ويتحكم فيه ، هذا يحمل علم ذاك ، ولكل تيار عقائدي لا يشبه صاحبه ، فلما يجزم المنكر لوجود الله أنه على حق وأنه الأكثر علما وفهما وذكاءا ، اكتشف ما لم يكتشفه أحد ، إذا كان بالمقابل من يجادله ؟؟! .


    ليس كل شيء يكتشف بالعلم ، فهناك أشياء اكتشفت بمحض القدر ، وعلى سبيل المثال الأعشاب المعالجة التي ظل يكتشف الناس على مر الزمان ، أثر استخدامها ونتائجها على الأمراض المختلفة ، وقبل أن تصل البشرية لدراسة خواص الأشياء في المختبرات ، والتجارب ، وقبل صناعة الورق والطباعة والتدوين وانتشار ما وصل اليه البشر من فكر بين بعضهم البعض ، كانت تصل عبر الأجيال عن طريق التواتر ..

    وعلى ذلك فقصة آدم وحواء قد وصلت إلينا عن طريق الكتب السماوية عبر الأزمان ، وتواترتها الأجيال في حين أن هناك بالمقابل الإلياذة ، والتي لا يعرف عنها الغالبية العظمى من الناس ، ولا بالقراءة ولا بالتواتر ، ولأنها أسطورية ليس يستسيغها عقل أو قلب سليم ، أهملت إلا من قبل القليلون المهتمون بالأدب..
    لماذا لا نجد في البشر سوى ثلة منهم من يأتي بكتاب ويسمع له وتصبح له أمة من بعده ؟؟! وبالمقابل هناك الكثير من الكتاب والفلاسفة المشهورين والذين أسمعت أفكارهم الدنيا ، ولم يتبنى أفكارهم إلا قليل ، ولم يتبع مبادئهم إلا قليل ، فمثلا أفلاطون على شهرته في زمانه وازمنة قد مرت من بعده ، لا نجد له أمة أفلاطونية ، ولم نسمع عن أمة بطوطية ، نسبة لابن بطوطة ، ولا عن أمة نينشية نسبة إلى نيتشة ولا ولا ولا ..... لماذا هؤلاء تحديدا ؟؟ ! من جاؤا بكتاب وتحدثوا عن غيبيات فيما وراء السماء والأرض ، وما وراء أسماعنا وأبصارنا ، واستماتوا وقاتلوا وقتلوا ، حتى ماتوا يدافعون عن عقيدتهم التي جاؤوا بها ، وفي كل زمن يأتي رسول لم يحقد أو يسب أو يحاول هدم رسالة من جاء قبله ، هل هم عصبة متفقون مثلا على البشر ، أن كل منهم يقول كلاما واحدا عن إله واحد ، بعيدا عن تحريفات جاء بها البشر من بعدهم ، لماذا يأتي الرسول فيمدح فيمن سبقه من الرسل ويحترمه ويصدق على رسالته ؟ والمعهود بين الناس ، وخصوصا فئة الكتاب لا يكف عن النقد سواءا الهادم أو البناء لفكر غيره ، فكيف يجل هؤلاء بعضهم بعضا ؟؟ وليس بينهم قرابة ولا نسبا ولا شراكة ، وليس بينهم فعليا سوى الآف السنين !!! ؟؟

    يقال لكل مقام مقال ..
    فمن الطبيعي أن لا أحدث تلميذ الصف الأول الإبتدائي بنفس الموضوعات التي يمكن أن أتحدث بها إلى تلميذ الصف الأول الإعدادي ، ولا يصح أن أحدث تلميذ الصف الأول الإعدادي ، بنفس الموضوعات التي قد أحدث بها طالب الثانوي ، ولا طالب الجامعة ، والدكتور الجامعي وهكذا ......
    فحين تحدث الله إلى الإنسان في زمنه الأول ، كان يجب أن يليق مستوى الحديث بمستوى الإنسان آنذاك ، وبمستوى البيئة التي سيعيش فيها ، وليس معنى أن الله قد علم آدم الأسماء كلها أن كلمة كلها مطلقة الكلية ، بل علمه أسماء الأشياء التي قد كان سيستخدمها في حياته وتكون من حوله كالسماء والأرض ، والماء والشجر و،،،،،،،،،إلخ ،وتعينه على تحصيل الرزق ، وطهي طعامه ، ونظافته الشخصية ،،،،،،،، إلخ ، فمن المؤكد أن آدم عليه السلام لم يكن يعرف إسم طائرة ، إلا فى نطاق حشرة مثلا ، فلم تكن تعنيه الطائرة التي نرتادها في هذا الحين آنذاك ، فهو لن يصنعها ولم يكن ليختبرها في حياته مطلقا ، فمن المؤكد أن الأسماء كلها هي الأسماء التي كان سيحتاج معرفتها لإقامة حياته على الأرض ، فكلها بالنسبة له ، ليس كلها بالنسبة لمن جاؤا من بعده على مر العصور ، وليست كلها بالنسبة لنا ، وبالطبع ما ألم به آدم كمبتديء أول على هذه الأرض ، وفي هذه الحياة ، هو كل العلم الذي كان سوف يحتاج إليه في الإعانة على معيشته ، ولما نصفه بالعالم على من هم ليس بأعلم منه كابناءه وأحفاده فقد أصبنا ، لذلك أذكر معنى لحديث قاله الرسول صلى الله عليه وسلم : أنه في أزمان متقدمة
    سيكون من الناس من هو على درجة نبي في الفهم والفطنة ، وقد صدقت الآية الكريمة على ذلك إذ قال الله تعالى : ( وما اؤتيتم من العلم إلا قليلا ) و( ويخلق ما لا تعلمون ) إذن كان هناك أسماء غيبية ستخلق فيما بعد آدم بأزمان وأزمان ، لم يعلمه بها الله ، ويتماشى هذا المثال معنا نحن أيضا ، حيث التطور المستمر في كل شيء حولنا ، من علوم ونظريات ومخترعات ، إلى عادات وأساليب حياتية وتدريسية وعلاجية ........ إلخ ، وتغيرات جذرية ، قد شهدناها على مر عمرنا ، تتمثل في نسخ وإبدال ، ربط وإحلال ، وهكذا تأكيدا على الطرح السابق ذكره ، فقد كان من الحكمة الإلهية التدرج في إعطاء الأوامر والنواهي ، والتحريم الجزئي ثم الكلي ، كما نفعل مع الطفل في تعليمه ، ومع المدمن في عالجه ، لأنه يعلم سبحانه كيفية التعامل مع النفس التي خلقها ، فلا يصح أن يأتي اليوم أحد منا بعقله اليوم ، وعلمه الذي وصل إليه بحكم الحقبة الزمنية التي أرادها الله له أن يخلق فيها ، محاولا التعديل على تلك الحكمة ، وقد وضعه الله في زمن صنع منه خبيرا ، جمعت له خبرات الأزمان في سطور وأوراق ، والآن في شبكات وشاشات ، ليأتي فتأتيه على طبق من ذهب ، فبدلا أن يحمد الله ، فتجده يتعالى على خالقه
    ويقول كان يجب أن يفعل كذا وكان يجب ألا يفعل كذا ، ولو قدر له أن يأتي في المرحلة الإبتدائية من الدنيا ، لما وصل لعشر من عشر ما علمه اليوم ، فلننصف أنفسنا من عدم الفهم..

    كيف يقال أن آدم هو أول الرسل ، والمعروف أن الرسول يأتي إلى الناس كافة ؟! بل بمثابة معلم متعلم من قبل الله ، وقدوة لأسرته حيث أنها كانت الأسرة الأولى على الأرض آنذاك ، فلم يكن آدم سوى أول أب ، مربي ، موجه لأن عائلته كانت بالنسبة له هي العالم الصغير والمحدودة العدد جدا ..
    فهو بمثابة معلم فيهم يوجههم إلى طريق الهدى ، ويعلمهم ما تعلم من أسماء ، فالصحيح من القرآن الكريم ، أن سيدنا نوح هو أول الأنبياء ، حيث تكاثر عدد الناس ومضت حقبة من بعد آدم وابتعد الناس عن توحيد الله ، وزين لبعضهم البعض سبلا ليست على هدي أبيهم الأول آدم ..

    قد يتبع .. حديث باخر في سلسة حديث نفس ، كتأملات اجتهادية في بعض الآيات ..
    شكرا لكل من سيمر من هنا ، حاملا صدرا متسعا ، لتأملات متواضعة ..


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:41 pm