شاعر ومشاعر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شاعر ومشاعر

كلماتنا قنينة ومدادها مشاعرنا


    حديث نفس .....

    Ozlim
    Ozlim
    Admin


    المساهمات : 2094
    تاريخ التسجيل : 27/09/2015
    العمر : 63

    حديث نفس ..... Empty حديث نفس .....

    مُساهمة من طرف Ozlim الأربعاء سبتمبر 28, 2022 2:59 am

    دعاني الخوف حبا فلبيته ، واستثار هدوئي وطمانينتي ، وقلق الأخر وتخبطه ، كان حديث نفس أردت أن أعبر به عما خالجني حين سمعت أحدهم وأثر في نفسي بشدة ، فوجهته لوجه الله خاصة ، ولكل من يقرأه عامة ، بدافع عاطفي إيماني قلبي عقلي بحت..

    هذا ما كتبته حبا وخوفا ولدي المزيد من ذلك الشعور ، فليس السواء أن أفهم وأمضي ، هذا ما تعلمته من ديني الذي أغار عليه بقدر خوفي على جميع الخلق وحبي لهم ، ولو أن لي قوة أو صوتا يغطي أسماعهم لأسمعتهم ما فيه كل الخير لهم ، أرجو أن تصل كلماتي البسيطة إلى قلب إنسان يستشعرها كشعوري بها ، ويقيني بالنور الذي استفاضت منه ..


    مادية بلا روح

    سمعت أحدهم يدعي الإلحاد ، ويبدو أن قلبه لازال مسلما ،
    فلازالت فطرتة سليمة ، ولكنها قد أصابها تشوش ، حيث أنه يرتكز على ماديتة الفكرية الخالصة ، ومادية متبعهم في نقد الإسلام ، ولم ينتبه إلى الروح ، التي يكمن فيها النور ، ليتلمس حقائق الأمور من وجهتها المضيئة ، غير أن الظلامية المادية طغت على الفكر ، فأصبح غير عادلا في الحكم على معتقده الأصلي ، المتمثل في رسالة الله الحقيقية لنا ، وكيفية فهمها في ضوء الروح ، أكثر من ظلامية الفكر المادي العتم , كان يقول :. من عاملني معاملة حسنة عاملته بمثلها ومن عاملني معاملة سيئة عاملته أيضا بمثلها ، ولم ينتبه إلى أن إلهه الذي فطرة قد جبله على ذلك أصلا ، وهذا مصداقا للآية العادلة الكريمة (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله ، إن الله مع المتقين ) ، ولما قال : (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) فقد حاكت الآية فطرته ، أو أكدت عليها ، بل وحذرته من البغي ، أو الزيادة عن الحد في رد الإعتداء ، وأمرت الأخرى بقتل من يقاتلك دون أن تكون أنت الباديء بالإعتداء ، وذلك قمة العدل ، وهي الفطرة السليمة ، فمن الطبيعي إذا ضربك أحد فسوف تضربه ، ولكن حنانا ورحمة من الله جاء في أية أخرى وقال : ( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ) كنوع من الإرتقاء بالنفس والترفع عن رد السوء بالسوء ، وجعلها خارجة عن سياق الأمر ، لأن الله يعلم أن البعض له تلك المقدرة على العفو والمغفرة والبعض الأخر لا يستطيع ، فرفع عنهم الحرج ، وقد جاء المعنى بصيغة أخرى كنوع من الحث على العفو والمغفرة بطريقة أبوية ولله المثل الأعلى ، كأن يقول الأب لابنه مغريا له بتسامحه معه إذا سامح هو أخيه مثلا : ( سامح أخيك يا ولدي ألم تحب أن أسامحك إذا أخطأت) في قوله تعالى : ( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر لكم والله غفور رحيم ) فجعل مغفرتنا لبعضنا البعض مرتبطة بمغفرته سبحانه ..

    فعتمة الفكر المادي المجرد من نورانية الروح ، جعلته لا يرى مثل هذه الآيات والتي على شاكلتها ويتدبرها ، ليعلم أنها ليس من قول البشر ، وإن ادعى أحدهم أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، هو من كتب ذلك ! ومن الصعب جدا وغير المنطقي ، أن يأمر شخص ل نقل عنه مثلا أنه سفاحا ، يعشق الدماء كما يقولون ، وحاشاه بالتأكيد ، بعدم الإعتداء ، والأمر بالقتال فقط في حال قاتلك أحد ، فهذا أيضا أمر مشروع . وراح يقلب في آيات الجهاد والقتال وقصص الأولين وكتبهم ، التي لا أحد يجزم بصحتها ليخلق الأسباب والحجج الواهية بمادية بحتة ليطعن اعتمادا عليها في الدين ،
    ولو أنه أخد الكل مادة + روح لكانت الصورة أوضح ..
    وتجد الناس في جدال وجدل مستمر ، يضرب بعضهم بعضا بما وصل إليه من كتب اكتتبها الأولون ، بعقليتهم وأفكارهم ونواياهم التي لا يعلمها إلا الله ، اختلف منها ما اختلف واتفق منها ما اتفق ، لم يبعث الله سوى كتاب واحد ، ولم يخص أحد بالبت في أمره ومعانيه ، بل خصنا جميعا لأن الله يعلم أن منا المهتد ، ومنا الظالم لنفسه ..ومنا من يخالف هواه ومنا من يعبده ، ومنا من له قلب سليم ومنا من له قلب عطب ، ولا يعلم ذلك ولا يحكم في أمره إلا الله ..
    ومتى ما أرادنا الراحة ، فعلينا الابتعاد عن التشتيت بكثرة الأقوال المتناقضة التي بالفعل لن تأخذ العقل والقلب إلا إلى المهلكة .. وصدق الله لما قال : ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل الأخرى فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) هذا هو ، وتلك هي وصية الله لنا لأنه يعلم كيف يتفرق على الإنسان شمله ، ويتشتت ذهنه ويؤخذ قلبه وعقله في سبل شتى ليس منها ما يؤتى به إلى الهدى ..
    فدعنا ممن ينعقون بإفواه الغربان ، طالبين الدنيا إما للشهرة ، و إما المال ، يخدعون البسطاء ، وينزعون الإيمان رويدا رويدا من قلوب النبهاء ..


    وقد سألت يوما صديقتي النصرانية : ؟؟
    عن آية في كتابهم تعني أنه : ( إذا ضربك أحد على خدك الأيمن فأعطه الأيسر ،) وتلك لا تحاكي الفطرة السليمة مطلقا ، ولن يستطيعها أحد ، وهي تبدو بالفعل من كلام البشر لأنها وان تجلت بها العاطفة والرحمة قوية وملتهبة ، إلا أنها افتقدت للعقل والمنطق وفهم طبيعة النفس البشرية !!، وكان جوابي ساخرا حين قلت لها :
    حسنا .. إذن على نفس القياس إذا أتى لصا لمنزلك واختطف إحدى ابنتيك ، فسارعي وأتي له بالثانية !! وبذلك نكون قد أطعنا من كتب الآية ولا يمكن أن يكون إله ، لأن الإله عادل ويعلم مكنون النفس التي خلقها هو ، ومدى استطاعتها وتحملها للأحداث ، ولن يكلفها بأكثر من قدر استطاعتها ..
    فكانت الآية الكريمة في القرآن أكثر منطقية ، وتماشيا مع الفطرة السليمة ..


    الشك لا ينفي صحة المعتقد

    ولما سئل عن وجود الله ؟؟ لم يقر ولم ينكر هو فقط كان محتاجا إلى دليل ، مع أن الأدلة الدامغة لا يخلو منها القرآن ، هو اعتنق الإلحاد لأنه تدبر جيدا كلاما بشريا وأفكارا بشرية بحتة وآراءا بشرية ضعيفة !! ربما ارتكزت في طرح أفكارها على دمج الحقيقة بالأسطورة ، أو تصديق روايات قديمة عارية من صحتها ، فابطلت منطقيتها لديه ، وجعلت من أدمغة الذين لديهم عقلا يفكر ، طاحونة لا تهدأ ، فلبست عليها الأفكار بماديتها الداعمة لتعتيم الفهم لديهم ، فمن يغفل آية كالتي في سورة الإنسان مثلا ، يقول تعال ((هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ، إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا )) نعم أين كان الإنسان في الدهور الغابرة ، التي لم يذكر فيها اسم لشيء يدعى انسان ؟ أين كنا نحن ؟ وما الذي دعي سيدنا محمد في هذه الآية للتفكير في السمع والبصر الذي تميز بهما الإنسان بوجود عقل ؟ يجعله سامعا متفكرا ، ومبصرا يفكر ، ومن أعلم محمدا صلى الله عليه وسلم ، بأمر النطفة التي تخلق في رحم المرأة والأطوار التي مرت بها ، لتصبح إنسانا ؟ من في ذلك الوقت شرح وصور تكوين الجنين في بطن أمه في الظلمات الثلاث ؟؟؟! وهو الأمي الذي لم يكتب ولم يقرأ طيلة حياته ، وكثيرا من الآيات تفسر ظواهر طبيعية ما كان له كبشر أن يتطرق لها من تلقاء نفسه ، وقد قالها لهم ربهم على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون ) أي قل لهم يا محمد لو لم يشأ الله لما سمعتموه مني ولا دريتم عنه شيئا ، فقد كنت فيكم أعيش معكم من قبل ، وتعلمون أنني لم أكتب ولم أقرأ ولم أقل مثل ذلك من قبل !! ألم تعقلوا ذلك أو تفهموه ؟؟!



    والمنطقي أن البشر في جميع كتبهم ، وأفكارهم يناقشون أفكارا على خصوصيتها وعموميتها ، وبرغم ذلك إلا أنها تمس شيئا داخليا يخص ذواتهم ..
    فلم يأت في كل زمن إنسانا خارقا يتحدث في أمور العامة والخاصة ؟؟؟! ويتطرق لظواهر طبيعية ودستور إنساني ومواريث وقصص السابقين ، وخوارق أرضية وفلكية وزلازل وبحار مسجرة وهو لم ير بحرا طيلة حياته إلى أن مات ، ولا غاص ولا سبح في مسبح يذكر ؟؟! ، متى ألم بكل ذلك وأين الكتب التي درس فيها ؟؟ وهو راعي الأغنام ، ثم عمل بالتجارة ، من أين أتى بلهجة القرآن. ؟؟! وقد عرف عنه أنه طيلة أربعين عاما من عمره لم يقل شعرا ، وماذا أراد من وراء ذلك ، و ليحصل على ماذا ؟! وفي حد علمي أن الرسول عاش فقيرا ومات بالرغم من كل ذلك ، وليس بملك من ملوك الأرض ، مثلا ككسرى وقيصر !! وكان إن أراد سيفعل أو يكون له ذلك ، وقد حيزت له أسباب الملك ، من جيش وقوة وعدة وعتاد ، لماذا لم يسكن القصور ويشرب الخمور ويطوف على نساء الدنيا ؟؟! لم انحسر بين الثيب والأرملة والمطلقة ولم يتوسع في دائرة علاقاته بالنساء كما يفعل الكثير من الرجال ، شيء غير منطقي أن يقال بأن القرآن من عنده ، والذي يثير الإنتباه أن الله اختار الرسل والأنبياء من الطبقة الفقيرة في مجتمعهم ، إلا قليل كسيدنا داود وسليمان عليهما السلام !! ولم يمت نبي أو رسول وله تركة من قصور وكنوز ، وكان لهم أن يملكوا ويحتكروا بحكم مكانتهم ..



    كيف أبني إيماني وكفري على تفاسير وأحاديث كتبها بشر ؟؟! كيف وكلام رب البشر لدي في كتاب واحد يقال أنه محفوظ ، ولنا أن نتبين ؟؟؟ وهو ذاته جل جلاله قال : في أكثر من موضع في القرآن الكريم ( أفلا يتدبرون القرآن) (أفلا يعقلون ) (أفلا يتفكرون ) وهذا مطلب منا جميعا على مر الألف وأربعمائة عام ، على اختلاف ثقافاتنا ، ومدى تعلمنا وذكائنا ، عالمنا وجاهلنا ، قارئنا وأمينا ، على الجميع التفكر والتدبر والفهم ، والله يعلم تمام العلم أن الناس جميعا لن يفهموه بطريقة واحدة ، كل حسب ما ذكرت آنفا ، لكن بالتأكيد لن يخرج عن نطاق معين إذا لم يستعن بكتب أخرى من كتابات البشر الخاصة ، ومنهم من كتب ما فهمه ، ومنهم من اكتفي بالفهم والصمت ، ، أو العمل قدر المستطاع بما جاء فيه ، ومنهم من دس الدسائس ليشوه المفاهيم وليلبس على الناس أفكارهم ، وكان من الممكن والمتاح أيضا أن يكتب كل إنسان ما توصل إليه من فهم ، ويكون لكل إنسان كتاب تفسير خاص به ، وليس بعيب ولا بحرام ، ولا بحكر على أحد ، ولم يأمرنا ربنا أن نفسر القرآن من خلال كتب أخرى ككتب الأحاديث مثلا ، أو الإعتماد على مفسرين من البشر مثلا ، ولم يذكر ذلك مطلقا ، فلقد كان الأمر واضحا ، تدبر القرآن ذاته ، دون الإرتكاز على أية كتب أخرى ، ذلك ولأن من قام على القرآن زمنا قراءة وتدبرا وتعقلا وفهما ، سيجد أن القرآن يفسر نفسه بنفسه ، فتأتي أيات تفسر أخرى وتوضحها ، بالإضافة إلى الفتوحات الربانية النورانية والتي يقذفها الله في قلوب عباده بكثرة الذكر ، كمعونة على الفهم عنه سبحانه ، ولكن من اتبعوا الكتابات البشرية ابتعدوا كثيرا عن الحق وذلك كان أمرا طبيعيا ، لأننا مختلفون فيما بيننا فهما وعلما وفطنة وذكاءا ، لذلك لم يأمرنا الله تعالى بفهم القرآن إلا من القرآن ، لعلمه أننا سوف نصل فيه إليه ، أقرب مما نصل إليه في غيره ، ولا شك أنه هدى ونورا وفهما , لحياتنا وكيفية التصرف في المواقف على اختلاف أنواعها ، ولعلم الله ماذا سيصنع الإنسان حين يستخلف في الأرض على أمرين أحدهما خيرا والآخر شرا ،
    ولو اقتصر الخير والشر على البشر فقط ، لقيل في ذلك ما يقال !! لكنه بين جميع المخلوقات ، فبين الطيور والحيوانات والحشرات والنبات ، وصراع البقاء الأزلي قائم إلى يوم الدين ، وكان لابد من خطوط ضوء تكشف لنا عن سواء السبيل ، وتميز لنا وضلالاته .



    القياس من المنطق ..

    لفتني أيضا ما تحدث به عن عدم علمه فيما يتم بعد الموت ، إلا أنه موت عكس الحياة ، ولا إيمان لديه بالبعث مرة أخرى ، وقال إنه يرى الإنسان أمامه يتحلل ، ومخه أيضا يتحلل وتنتهي القصة على ذلك ، ونسي المثل الذي ضربه الله ، وجربناه بالفعل تجربة فعلية ، حيث يقول ربنا تبارك وتعالى ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) ، إشارة إلى الموتتان الصغرى والكبرى ، فالله تبارك وتعالى يجهزنا لاستقبال الموت لنفهم كيف يكون ؟ فنحن ننام نوما لا نشعر فيه بأجسادنا ولا يتحرك لنا ساكنا ونرى كجثة كما يرى الميت تماما ، وبالفعل نحن في ذلك نجرب الموتة الصغرى ، ومع ذلك وبالرغم من الجسد الخامد الهامد بلا حراك ، تذهب الروح حية ببصرها وسمعها وشعورها كما لو كانت جسدا أخر خرج بصورة أو بأخرى ، ثم دخل في حلم جميل فتضحك وتفرح وتلعب وتطير وتقابل أناس احياء وأموات ، وتسافر وتفعل الأفاعيل ، والجسد مستلق مغمض العينين مسدود الأذنين ، ساكن سكون الأموات ، لاشك أننا لا نستطيع أن نصنع حلما ونرى أشخاصا نعرفهم ، وأشخاصا لا نعرفهم ، ومهما قالوا عن العقل الباطن وأنه هو المسؤل عن الأفكار والصور التي تظهر في الأحلام لا أقنع بذلك مطلقا ، هي تصورات وتفسيرات من صناعة البشر لا دليل على صحتها لا بالتجارب ، ولا بالتحقق من صحة النظريات ، والحق هو ما قاله الله ، (هي الروح ) التي تنفصل إنفصالا جزئيا أثناء النوم تهيم في عالم ما ، ربما يكون عالما موازيا أو غير ذلك فالروح تتميز بقدرة مطلقة وخارقة أيضا وقد يرى ذلك في الأحلام ، وحتى في الحياة الطبيعية كالإحساس العميق بشيء ما أو بشخص ما ولا يخطيء لها حدس ، تروح في الحلم إلى ما شاء الله وتعود بالصحو ، ومن تجربتي الشخصية جدا أنني رأيت شخصا لم أره في حياتي مطلقا بل تعرفت عليه من خلال الصوت وفقط الصوت ، ولما رأيته في الحقيقة عرفته لأول وهلة ، فما دخل صورته التي لم أعرفها وملامحه بالعقل الباطن ، بالطبع مستحيل ، هي الروح كما قال ربي سبحانه !! وهكذا يفسر الموت الذي تدفن عبره الأجساد وتبلى ، حين تنفصل عنها الروح انفصالا تاما أو كليا ، وتذهب إلى حياتها الأخرى ، والتي كان من آن لأخر يأتي منها إلينا الموتى أي المنفصلة أرواحهم إنفصالا تاما عن أجسادهم ، كإشارة إلى بقاء أرواحهم التي تظل متعلقة بأرواح ذويهم ، وكأن الله يثبت مفاهيمنا عن الموت ، الذي هو جسر الإنتقال من حياة إلى أخرى ..

    وما الداع الذي دعى محمد صلى الله عليه وسلم أن يتطرق لمسألة الموت والقبض والمقارنة بين النوم والموت ؟؟؟!
    ماذا كان يقصد من وراء ذلك؟؟! وما الفائدة التي عمت عليه منها؟؟؟! وما الذي كان سيفوته إن سكت عن ذلك ؟؟؟!!

    ولما قيل له : وماذا ستفعل إذا اكتشفت بعد الموت أن الله حق
    قال سأقول له : أليست أنت من قلت على نفسك الرحمن الرحيم
    فادخلني الجنة !! فتذكرت آية في القرآن ، وتمنيت لو أخبره بها في التو واللحظة ..
    يقول الله عز وجل فيها : ( أم حسب االذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون )
    أي كيف يساوي الله من أمن به وعظمه ووقره ، بمن أساء الأدب معه وشتمه وأنكره وبالتالي أنكر نعمه عليه ، ألم يذكر بحيرة سميت باسم المخسوف تحتها إلى يومنا هذا (قارون) الذي أعلم الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بقصته حيث أنه لم يأت إلى مصر ولم يكن ليعرف أسماء بحيراتها ، وهي شهادة له عليه الصلاة والسلام بصدق رسالته ، فلما أنكر قارون نعمة الله عليه وقال ( إنما اؤتيته على علم عندي فخسفنا به وبداره الأرض ) ،
    فمن أعلم بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ !
    وقال في موضع أخر (أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون ) ،

    ولله المثل الأعلى

    وكيف لقاض عادل أن يعاقب البريء بنفس عقاب المذنب ؟؟؟
    وكيف لشخص عاقل أن يثيب المذنب بالقتل مثلا ، بإعطائه قصرا له بستان حال انتهاءه من القتل ؟؟
    وللتقريب : جاء لصا دخل عليك المنزل سرق مال أبيك وقتل أمك وخطف ابنتك ، ماذا ستشعر تجاهه ؟؟ هل ستشعر بالإمتنان , أم بالتعاطف معه ؟
    هل ستسامحه على ما فعل بك وبأسرتك ؟
    وشخص تتبعه واسترد منه مال أبيك وطفلتك ، وعاد بهم إليك ،
    هل يستويان مثلا ؟؟


    العدالة

    وكيف ونحن نطالب بالعدالة في الدنيا ؟؟ فنندد بالظالمين ، وننادي بحقوق المظلومين ..
    أن نطلب بينهم المساوة في العقاب والثواب ، بمعنى إذا عوقب الظالم يعاقب مثله المظلوم !! وإذا أثاب الطيب يثاب مثله الطاغي !! (مالكم كيف تحكمون) ؟؟
    لو نجح طالب كلية الطب الفاشل ، مثل الطالب المجتهد ، لتخرج
    قتلة وليست أطباء . وقياسا على ذلك ، المهندس _ فلا عمار ، المدرس _ فسيادة الجهل ، ورخصة السيارة _ فانتشار الحوادث ، فكيف نفسد الدنيا بإيدينا ترفقا بالمفسدين؟
    وبالقياس كيف يفسد الله الجنة بشخص مثل هتلر مثلا ، أو النمرود ، ولعدم علمي هل سيغفر الله لهم أم لا ، فعلام يستحقها أمثال هؤلاء ؟؟؟؟؟!

    وكيف نطلب للشيطان وهو زعيم الشر ، ولوج الجنة ، وان كان الهدف من وجودنا في هذه الحياة هو الإختبار بوجود الخير والشر ، لكان إذا سقط أحدهما بطل الإختبار ، ولو قامت الدنيا على المساواة لما كان لإقامتها لزوم ،


    الله الكريم .

    لم يمنعنا من تقصي الحقائق والتفكر والبحث والإستهداء للفهم بالقلب والعقل (بالمادية والروح معا جنبا إلى جنب ) ولكن بتأدب معه واحترام ، وإن لم يصل الإنسان للحقيقة بعد ، فالإنسان وعلى الأخص الملحد والذي ينادي بالإنسانية والرفق والترفق ويدعي بأن الإلحاد هو دين الإنسانية ، إذن فهو مطالب بالتأدب مع جميع الأشياء ، ومعاملتها بإنسانية سواء أكانت جمادا أوحيوانا ، فتجربة أن يعيش الإنسان يوما واحدا بإنسانية حقيقية وليست شعارات فقط ، فمثلا الإنسانية تحتم علي أن لا أنفث الغضب في الأشياء من حولي فأخلق طاقة سلبية تزيدني هما فوق همي ، فلمس الأشياء برفق شديد مثلا كتناول كأس الماء وشربه بهدوء وإعادته مكانه بنفس الرفق ، كدبيب خطواتي على الأرض مترفقا بها كمسخرة لوطيء قدماي ، كغلق باب الغرفة أو المنزل بهدوء مراعاة للباب وللنائم والجالس في المنزل ، وللجار بالطابق الأسفل والأعلى أو الجار بجانب المنزل ، كالترفق بالحيوانات الجائعة ، والظامئة كتحمل المارة في الطريق أثناء المرور ، وأثناء سياقتك للسيارة ، كالترفق بالناس في غضبهم وفي أحزانهم وفي احتياجهم ، كالتأدب مع اللسان بألا يمر عليه ما نبى من ألفاظ ، كل ذلك تحت اسم الإنسانية ، وهي حقا الإنسانية الحقيقية ، وما بالك إذ أن هنالك إله أنت لم تصل إليه إلى الآن ، سواء بفعل الأفكار الشيطانية ، والشيطانية البشرية ، أو تلبيس الحقائق لدمجها بالأساطير ، أو مطاوعة أحقاد النفس وأغلالها أو التأثر بمرضى النفوس ، يجب أن أتأدب حتى مع الهواء الذي أتنفسه ليتنقى ويصفو ، ويدخل إلى رئتي سويا ، والى أن أجد الإله الموجود في قلوب من سبقوا إليه ، أحرص ألا أصنع ندما لدنياي ولا لآخرتي .


    ويؤثم من لا ذنب له !!

    ديننا نقي لولا شوائب البشر ، العالقة بأذهان الذين استحبوا إدانته ، ولو خلا مما حوله من غيوم وضباب لتجلى كشمس الظهيرة ، وماذا علينا إذا تركنا نفايات الأفكار خلفنا ، وألقينا رغبتنا في التعامل مع الشبهات ، وتسائلنا ؟ : ما الفرق بين من سبقوا للإسلام فهما وعلما وعملا ، والذين لازالوا يتخبطون في عقول وأفكار الآخرين ، ويستقون ما لا يزيدهم إلا ظمئا ، ليس ذنبا للدين في مفتين ومشايخ ومفسرون ، وواضعي أحاديث ، تتنافى مع القرآن الكريم ، وليس من الفطنة والذكاء أن يعول الخارجون عن الدين على تلك أخطاء أو متناقضات أو آراء شخصية لا تمت لما أنزل الله بصلة ..


    منطقة الأمان

    سألتني صديقتي النصرانية لما سألتها : ماذا لو جاءت القيامة واكتشفت أن الإسلام هو الصحيح ؟ ، قالت: وماذا عنك أنت أيضا ؟ قلت لن أكون خائفة لأنني آمنت بجميع الأنبياء حتى ديانتك آمنت بها أنها جاءت على يد عيسى عليه السلام وآمنت بنبوته ..
    فيجب أن يؤمن الإنسان نفسه ، العقل البشري ليس بمأمن من الخطأ وجهل الأشياء مهما حاول الإلمام بها ، فكلما تقدم الزمن اكتشف المزيد ونفي ما كان يعتقد ، وهناك وميض دائم يكشف أجزاء من كيان العلم ، فيطمس مفاهيما برمتها ، ويجلي أخرى
    تليق بالعقل الإنساني وليس البشري ..

    وشكرا لسعة صدركم ..

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 4:35 pm