تنظر بدهشة متسائلة ذاهلة ، لم تكن تتوقع أبدا مهما صعبت الابتلاءات وكثر مرورها على هذا القلب الضعيف ، الذي يؤلمه دمعة في عين عجوز ، أو تأوه وأنين ، أبدته أم على وليدها المريض ، وصراخ كلبة مات لها ثلاث أبناء تحت عجلات السيارة التي كانوا يحتموا بها ليلا ليناموا منذ ولادتها ، دون قصد من صاحبها الذي خرج يلتمس الرزق متوكلا على الله ، لم يكن هذا القلب يتحمل الآم أحدهم ، ليستطيع اليوم أن يرى فلذة كبده تموت بين يديه ألما وانكسارا ، ليتبدل من شخص متزن ، إلى شخص لا إدراك له ، وكأنه حي أراد الموت ، فمات محتفظا بأنفاسه وصوته وحركاته ، يمشي على الأرض لكنه ليس منها في شيء ، كيف يتحمل ، كل ذلك الصبر حتى أن الصبر بات ممتعضا .. إنها حروق من الدرجة العاشرة توغل في هذا القلب ، وعليه أن يحيي ويحتمل أكثر وأكثر ، كان بإمكانه الإحتمال ولو كانت النيران تحرق نفسه ، لا تمس أغلى الناس ، أمام ناظريه ، وهو لا قوة به ، ولا حول ..
قويني يا الله ..
قويني يا الله ..