شاعر ومشاعر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شاعر ومشاعر

كلماتنا قنينة ومدادها مشاعرنا


    رسالة إليك ....

    Ozlim
    Ozlim
    Admin


    المساهمات : 2094
    تاريخ التسجيل : 27/09/2015
    العمر : 63

    رسالة إليك ....    Empty رسالة إليك ....

    مُساهمة من طرف Ozlim الأحد نوفمبر 14, 2021 11:07 pm

    جارتي العزيزة .. الحياة قصيرة جدا ونحن ضيوف على بعضنا البعض ، فاليوم معا. وغدا لا ندري أتبقى علينا الحياة أم نحن من الذين ارتفعت أسمائهم لأول سطور في القائمة .. _ تقولين قائمة من ؟ إنها قائمة المرجئون إلى أمر الرحيل ..فقد نكون منهم .. وقد يكون اقترب لنا أجلنا ، لنلاقي وعدنا الذي وعدنا ، ومازلت تسألين عن تلك التي غيرت لون وجهي ووجدي. !!؟ هي دموع تفضي إلى الأرض أحزانها ، تفضي إلى ما تفجرت منه إليه .. كم نبالغ في إرسالها لمن لا يرحم ، إلا الرحمن فهو يعلم مستقرها ومستودعها ، وهو كافل إثلاج حرها وإزالة مرارتها .. وتسألين !! إنه الظلم الذي استشرى في بعض القلوب وتفشى ، فلا تكون من ذلك البعض الذين سقطوا من المصفاة ..وأنا أدعوك لتخرجي من نفسك قليلا ، وتسيرين إلى ما تقدرين الوصول إليه ، ستجدين في الأرض على إختلاف أهلها الطبقى أناس تحسبينهم من شدة بياض قلوبهم ورهافة حسهم ملائكة يمشون !! فلا تكون غليظة القلب كما أراك الآن .. لكم أتألم من تلك القسوة التي أحاطت بك وجعلتك تكسرين هشاشة خواطرهم بحجة أنهم مسخرون لغيرهم ، كأنهم لا يحملون بأجوافهم قلوب تشعر كما نشعر ، وخواطر تكسر كما يكسر الزجاج ..تضحكين ساخرة !! وكأنني أمازحك !! لا يا أخيه نعم خواطرنا كالزجاج بل هم أكثر رقة منا لفاقتهم وتصورهم لإحتياجهم لمن هم ليس بحاجة إليهم يبدلونهم كما يبدلون جواربهم ، وعفوا أن أقول مثل هذا القول ..ولكنه كناية عن سرعة إهلاكهم ، وسرعة الإستغناء عنهم ولكن لا توقفي قليلا إن الذي أعطاك هو ذاته الذي منع عنهم وكلكم سواسية وما نحن إلا مبتلون فيما أقامنا فيه ، لكن الناس يغترون ويصنفون انفسم بحسب ما اؤتوا من خير وربما هو الشر بأم عينه وربما هو الإستدراج ، والمكر بعقول بهيمية ليس لها من التدبر والتفكر في الأمر بشيء من الفطنة .. ليس من ذنب عليهم أن منعوا ما أعطيت انت ، ولا من ذنب عليهم أن أعطيت ما منعوا هم ، وتذكري أنها فتنة يضل الله بها من يشاء ويهدي بها من أناب.. فلا تستبيح ضعفهم فتستباح قوتك ويفتك بها ..وليتق كل ذي سلطان بجاه أو بمال ، فكلنا في هذه الأرض حفاة عراة جائعين فقراء إلى الله إلا من كسى وأشبع وأغنى فتلك مشيئته إن أراد أسبغ نعمه ، وإن شاء فرفعها ،، ونعود كما جئنا ومن حيث أتينا .. وتعال معي رحلة قصيرة لترقيق تلك الصخرة التي عن يسارك جاثمة تحت أضلعك .. ولتخلعي حذائك الثمين لبضع ساعات ومعادنك النفيسة ولتتجردي من ثيابك إلا ثوب تلك المرأة الرث المتهالك جراء البحث اليومي عن الرزق ، واضطرارها للزوم الشارع بغبارة وأتربته وطقسه سواءا البارد والحر ، لتحصل قوت يومها لتعد متهالكة في أخر اليوم تطعم أبناءها ، وربما زوجها العاطل أو المعوق ، ومن ثم تنام نومة القتيل من شدة التعب ،، لتعد في اليوم التالي وتخرج بنفس الثياب الذي ربما قضت ليلها نائمة فيه لتبدأ الكرة من جديد .. وما رأيك أن تأتي معي في رحلة طويلة بعض الشيء إلى خيام الإيواء التي تنصب في المزابل البعيدة للذين فقدوا أعشاشهم أو هم في الأصل لا أعشاش لهم يسكنونها ، ولنستعير ملابسهم ونأكل في أوانيهم ، ولنلعب أدوارهم ، ونتساءل ما هو ذنبهم الذي أذنبوا ليعاقبوا بمثل هذه الحياة ..أهم شر لهذه الدرجة ليلاقوا هذا المصير !؟ ونحن الخير كله فينا !؟ لذا فضلنا بما استبعدوا منه وعنه .. بلى ! فمن الممكن جدا أننا كنا قد ولدنا في مثل هذه الظروف المؤسفة ، التي يمرون بها ولا يعني أنهم قوم سوء ، وغيرهم أفضل منهم ، بل هنا سؤالي لما خلقت الرحمة ؟ وعلى من ستمارس إن لم يكونوا هؤلاء وهؤلاء ، أتتوهمين أن تلك الصفة خلقت عبثا !!؟؟ أو أنها كلمة في قاموس اللغة ربما نحتاجها في الحديث وربما لا !!؟ الأمر أعظم من ذلك بكثير !! الله كتب على نفسه الرحمة ، وعلى الروح التي فينا ، فكيف لا نفعل ذلك التطبيق العظيم !؟ والذي بغيره لن يكون الإنسان سوى أسطورة في عالم الحكايات الساذجة .. جارتي العزيزة ،، نحن بشر من دم ولحم ضعفاء لأبعد ما نكون .. غنينا وفقيرنا ، وربما غنينا أضعف لما يحمله من ثقل ومسؤلية ما أبتلاه الله ، فهو حمالا لإبتلآته ، وربما ينوء بحمله .. وهو في أشد الحاجة للتخلص من الكثير ،، ليخفف عن نفسه و ليستقيم ظهره .. الأمر لا يستحق الكبر والغرور الذي بات لصيقا ببعضنا ، ممن لم يتفهموا حقيقة حدودهم هنا في هذه الحياة .. فلا تكونين منهم .. ولا تستحسني غلظة قلبك وكلماتك اللازغة اللاسعة ،، فالناس حولنا بهم ما يكفي لأن نقيهم سوء أنفسنا ، فذلكم الأعدل. والأقرب إلى الإنسانية .. ولا تغرنك ابتسامة أحدهم فجميعهم يمشون في الأرض وكل له بلاؤه وأوجاعه التي لا يعلمها إلا الذي خلقهم .. ما لي أراك تنظرين لي وكأنني أتيتك للتو بوجه كائن فضائي يحدثك .. هل أثقلت عليك أم أنك لا تدركين كثيرا مما أقول .. وأصدقك قولا.. أنا أحزن كثيرا كلما كانت صدمتي في الناس كبيرة .. لا أخفيك لعلك تفكرين فيما أقول .. أنا دائما أثق في قلبي وحكمه ولعل هذا من الخطأ الفادح التكلفة لأمثالي ، ومن أكبر مشكلاتي الكبرى في هذه الحياة .. فحين رأيتك وتعرفنا سويا حكمت حكما ليس موضوعيا كعادتي .. قلت في نفسي كم هي طيبة المنطق ورقيقة قلب ! وأحببتك لذلك حبا شديدا ، وحاولي أن تقراءيني جيدا فأنا عندما أحب أحد بسبب حكمي هذا وليقيني به يأخذ من قلبي الكثير ويستهلك من مشاعري ما ليس يبدو للعيان لكنها الحقيقة التي أصارحك بها ولا يعلمها سوى الله ، وفي موقف هذا الرجل المسكين الذي إستغاث بي هو وزوجته ، شعرت بغصة صدمتي بك ولكنني قلت في نفسي أنتظر حتى أتبين الحقيقة ،، فحاولت جاهدة لاستبيانها وفوجئت منك بلون لم أجده لائقا على التي تصورها بالي واستحسنها خاطري وكانت نعم الصور .. بت ليلتها أبكي وأبكي وأقول لا لست أنتي التي خيلتلي نفسها في بداية الأمر ، فشعرت كأنك حقا حقا أتيت بسكين ثلمة ، وقطعت بها شريانا مني !! منذ تلك اللحظة ، إلى اللحظة وهو ينزف لأنني شعرت بالخوف وتزلزلت ثقتي في قلبي الذي شممت فيه رائحة مخاتلتي..ويخطيء للمرة الثانية والثالثة حدسي ، رغم طيب الناس إلا أن منهم ما لم يستحق أن يكون منهم ،، حزن كثير يا جارتي العزيزة أجبرني حزني على الإبتعاد والإجتهاد أن أخرس قلبي حين ينبض للغير متفلسفا .. نعم أيقن أن القلوب تختلف لكن المشكلة ليست بالقلوب المشكلة باتت تنبض في أنا ..سامحيني أصبحت أخاف سريعا من المواقف الغير متوقعة فإنها والله لفواجع ما عدت أحتملها يكفني من الدنيا هكذا ..وأعلمي أنني لا أكرهك ابدا كما لم أتعود الكراهية حتى لأشد الناس أذى لي ، بل أحبك أحب التي عرفتها فيك ،، لكن ما رأيتة من التي لا أعرفها !! قليلا أن أقول مخيف ومزعج للنفس التى ترى في سكينة العزلة مكانها ، ولربما تدور الدوائر وانا لا أرغب ،، وفي شريعتي إنسحابا منكسرا من تحت بسط الظلم ، خيرا من وجود على هزائم القلب يتستر ، وغير آسفه إن جهلت يوما وأنخرطت بكل بله..

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 4:08 pm