الأستاذ رشيد الميموني على تفاعله معنا في حوارية الجمال ، ومداخلته بالسؤال الثالث لعموم الفائدة .. كما نشكر الأستاذ / غالب الغول على إجاباته التي أتحفنا بها في موضوع الجمال ..
وأوجه له السؤال الرابع :
هل الجمال المعنوي ( جمال الروح) يسمح لنا
بقطيعة الآخرين؟ وكيف يتفق
جمال حسن الخلق مع القطيعة ؟[/q[/color][/size]
شكراً للأستاذة القديرة على نسج هذا السؤال العميق , فأجيب :
@@@@@@@@@@@
جواب السؤال ( 4)
قلنا أن للجمال وجهان وهما ( حسي) ( و(معنوي)
أو معنى ظاهري , وآخر باطني .
أما المظهر الخارجي وهو ( الجمال الحسي ) فهو الذي تدركه العين من جمال الوجه والقد واللباس والألوان وما تنبت الأرض من أشجار وزهور , وهذه كلها مخلوقة بإتقان , ودقة في الجمال , مع أنها متفاوته في المقاييس الجمالية , التي لا يمكن تحديدها تماماً , ويكفينا قول الله سبحانه (لّقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ في أحسَنِ تَقْوِيم) وقال ( من كل زوج بهيج ) أي جميل ....
أما الجمال الروحي الباطني والمعنوي , فهو كما قلتُ لكم سابقاً . إنها مكتسبة من الخبرة والتجربة والتعلم وما ينتجه المجتمع من عادات وتقاليد وأمثلة وحكم , وماينتجه الدين من إرشاد لتقويم سلوك الإنسان على الوجه الأكمل , وهو ما ورد عن الأنبياء والرسل والكتب السماوية , وقد جاء هذا كله من أنماط شتى من السلوك البشري .
وقلنا أيضاً بأن لفظ الجمال , له نظائر ومعاني أخري ومرادفة لها , ومنها الصبر على الأذى , فهو من الجمال المعنوي , ليسهم هذا الجمال في بناء المجتمع,
نعم لقد اقترن الجمال بالصبر كما اقترن الجمال بالصفح ,واقترن بسراح المرأة من العصمة الزوجية أيضاً , واقترن بالهجر , رغم صعوبة هذه المواقف عند البشر ,ليكون هذا منأى عن الجزع والسخط على القضاء .
قال الله تعالى على لسان يعقوب
{قال بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً فصبرٌ جميلٌ والله المستعان على ما تصفون}
وعندما يقترن الجمال بالصفح فيكون ذلك من أسمى الصفات ,لأنه يعني التغاضي عن إساءات الآخرين , وقد طلبه الله تعالى من نبيه في مواجهة المعرضين المكذبين من قومه , فقال تعالى ( وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل ) وقد نقول: إنّ الجمال في الصبر والصفح قد يكون مألوفاً. لكن ماذا نقول في جمال الهجر وجمال السرح، وهُما لونان من المقاطعة؟! إنّ القرآن بهذا يُعطى بُعداً جديداً للسلوك الإنساني، وأنَّ الجمال مطلوب ومرغوب حتى في السلوك الذي لايخلو من ألم ومُعاناة.فقال الله تعالى (واصبر على مايقولون واهجرهم هجراً جميلاً)
هذا هو الجمال المعنوي في ديننا الحنيف , لكي يعطي أبعاداً جديدة للجمال , بحيث يتحراه الإنسان في ثوابه وعقابه, وفي إقباله ومنعه , وحياكم الله إخواني .