إلىك حفيدتي ...

حفيدتي التي لم أراها سأترك لك إرثا من الكلمات فإني لا أملك سوى قلادة واحدة ربما أضعها في عنق أمك أو إحدى خلاتك ، وأما أنت سأترك لكي كل ما كتبت من حروف ، وما نزفت من كلمات ، سأكتب العناوين في الوصية ، فاقرأي عني يا أجمل صبية ، واعلمي أني ما أتعسني في تلك الحياة سوى الحب ، وما أسعدني أيضا سواه ، ستقولين أ لغزا هذا يا جدتي لي تتركين ؟! لا ليس بلغز ، ستعلمين في قصة حفرتها على ورق كل التفاصيل ، مخبئة في مكان قريب لكنه بعيد ، نعم سأخبرك به أكيد فلن تطول حيرتك .. ولن أشق عليك الأمر ليس لغزا ولن تشعرين بذلك بعد أن تعلمي كل ما حدث لجدتك في سالف الأيام حينما تكبرين للحد الذي ينبض فيه قلبك وتفهمي، أي جدة كنت لها تنتسبين .. تمنت لو أنها رأتك ، لتحكي لك عن أهوال ما صادفته ، ستعلمين معها معنى الذهول ، والفضول ، والحب والموت والحياة ستعلمين معها معنى الحنين والصبر ، والظلم ، والإنصاف ، والثبات ، والعقل والجنون ، ستعلمين معها معنى السذاجة والطيبة والنية البيضاء ، وتعلمين معنى الجور والزهور والأشواك ، لا ترمني بأي نظرة قبل أن ترين ما بداخلي ، فربما يتبين لك أنني على حق أو كنت في ضلال مبين ، وادعي لي كثيرا كما كنت أدعو لجدتي ، وكل من رحلوا معتقدة أنني يوما سأكون هناك ، أرجو منك الدعاء ، والأن سأغادر ، وربما سأعود لأحكي لك كل ما ألم بي ... قبلاتي لك حفيدتي الجميلة ..