شاعر ومشاعر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شاعر ومشاعر

كلماتنا قنينة ومدادها مشاعرنا


    جدران في خيال الحب ...

    Ozlim
    Ozlim
    Admin


    المساهمات : 2094
    تاريخ التسجيل : 27/09/2015
    العمر : 63

    جدران في خيال الحب ... Empty جدران في خيال الحب ...

    مُساهمة من طرف Ozlim السبت سبتمبر 04, 2021 4:58 am

    البيت الذي ضمنا حين كنا لم نكن ، جدران في خيال الحب ، لا تبلى ، ولا تبتلى ، ما بليت الروح ، وما ابتليت الصخور ببركانيتها ، شجر يعزف حفيفه النسم ، ويغرد كروانه النغم ..
    حديقتنا غناءا كانت ، تتمايل على بيت الزجاج أشجارا وزهورا ، وبداخل البيت الزجاجي أعشاش معلقة لعصافير ملونة ، كان المكان خلاب والزمان دقات من الروعة
    لا يرجى من السعادة مرورها .. كل ما هنالك كانت ينطق ببياض الحياة ، واخضرار الحب ، وسماوية السعادة ، وهناك خلف البيت حيث حديقته الملتفة حوله كانت تركض الصغيرة ياسمين ، تشتم بعض الزهور وتركض خلف الفراشات البيضاء والملونة ، وتحاول الإمساك بها ، تنتظر خروج الزوجان من المنزل ليرافقنها إلى المدرسة القريبة جدا من البيت .. كانت الجنة ، كم حدثتها والدتها عن جمال الجنة وسعادة الجنة وطيور الجنة التي تعلق بها قلبها الصغير ، وحين دخلت ذلك البيت ، تفاجئت أن في الحياة أيضا جنة ، ربما لم تعرف والدتها عنها شيء ، واقتصرت معرفتها على أنه ليس هنا مكان الجنة بل هناك حيث ترفع رأسها إلى السماء ، ودون رؤيتها ، قد أيقنت بأنها حقا هناك ، ولم تكن تدري ما الذي اكتشفته الصغيرة هناك في تلك القرية الصغيرة جدا والبسيطة جدا والتي تحوي من الطيور والحيوانات عددا يفوق تعداد ساكنيها .. عندما التقت بأجمل زوجين في الحياة ، (منى ، وخالد ) وهما حديثي زواج ، ويبدو أنه نتج عن قصة حب عميقة بينهما ، فمعلم اللغة العربية ، ومعلمة الرسم حين يلتقيا ، قد ينجبا الحب فنا ، ومشاعرا موسيقى ، نعم كانت ياسمين التلميذة المفضلة لديهما ، وبدون سبب معلوم ، كانا يحبان أخذها معهما لتلعب مع الزهور والطيور في حديقة منزلهما ، يبدو أنهما اكتشفا مسبقا أنها طفلة حالمة ، لا تبتسم فقط عندما تغط في سبات النوم ، وكل الدموع بحرارتها لا تستطيع منعها ولا الحد منها .. في صباح يوم شتوي دافء بعض الشيء ، ونصف مشمس ، حيث كانت الشمس مطل نصفها من خلف الغمام ، والنصف الأخر قد التحف به تماما ومن وقت لأخر تختبيء بأكملها ، ثم تعود لتطل مرة أخرى ،

    أمام المرأة يدن خالد أثناء حلاقة ذقنه ، وينادي على منى لتساعده في حلاقة الأماكن التي لا تصل يده إليه بآلة الحلاقة ، تأتي مسرعة منى ، تقبله في ظهره من الخلف ، فيبتسم بخفة ويربت على يدها ، التي قد أحاطت خصره من الخلف ، وتنظر ياسمين وتستحي ثم تلقي ببصرها على الأرض معبرة عن مشاعر الحياء وتركض خارج المنزل الذي ما كان ليغلق بابه ، سوى وقت الغروب .. جلست ياسمين تفكر في ما إن كان تواجدها داخل فيلما عربيا رومانسيا من الأفلام التي كانت تشاهدها وتتوهم أن الكاميرات تلاحقها أينما كانت ، ليلا ونهارا ، حيث كانت ترفع بصرها نحو سقف المنزل من آن إلى أخر وهي موقنة أن أحد ما يصورها كما يصور الفنانين ،أم أنها في حقيقة ، أم أنها وجدت الجنة التي ظنت والدتها أنها فقط في السماء ، كانت الطفلة تجلس على أرجوحة الحديقة وتفكر فيما إن كانت حقا هنا ، لم تنتبه إلا وخالد يناديها ويغلق باب المنزل وقد اصطحب منى في ذراعه ، ويقول : ياسمين تعالي ، هيا بنا لنذهب إلى المدرسة ، أسمع طابور الصباح ، قد العزف لتحية العلم ، هيا أسرعي ، وتهرول الطفلة لتلحق بمعلميها اللذان يعشقانها دون سبب ، أو ربما لأنها كانت الطفلة الوحيدة بالمدرسة الغريبة عن القرية والتي أتت من المدينة بلهجة مختلف وطباع مختلفة  ربما ذلك  ..

    https://twitter.com/CrazyWise4?t=H5JtwHvcQRRMDhkefwWlWw&s=08

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 3:59 pm