شاعر ومشاعر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شاعر ومشاعر

كلماتنا قنينة ومدادها مشاعرنا


    عبرة 9......

    Ozlim
    Ozlim
    Admin


    المساهمات : 2094
    تاريخ التسجيل : 27/09/2015
    العمر : 63

    عبرة 9...... Empty عبرة 9......

    مُساهمة من طرف Ozlim الأربعاء أغسطس 11, 2021 5:43 am

    أقبل النسيان في حلة السفر ، وأراني عاثرا في تفقد الأثر ، أروي للناي الحزين أقصوصة تذكره بسالف الأحزان ، فما من ثغر الناي سوى إبتسامة ! كمن لا يبالي بأنات القدر ، أرتدي في مواجهة العواصف أرجوحة ، أصدم رأسي بهامة الأيام .. تبوح الأيام بفائضها  ، ورأسي عن ارتكاب الذكرى تزدجر ، وأمد يديا برتوازية الخيال ،  أحسو ملامحا تبعثرت من وجه قديم ، ألثم جبينا يرتدى جلد الضباب .. أصافح السراب في قلب العدم ، ماعدت ألمح رمقة يهتدي بها البصر ، سكن الحرف الأخير من العذاب بعد طول تحرك ، بعد ضم وانقباض بعد فتح وانقياد .. كان كسرا أصاب الود في مقتل ، وهل يرتجى من صمت المنايا سوى السكون ؟ والنوم الممدد في أبد اللحود ، يبعث في صخب الأحلام كرؤية مموهه ! ويسكن طائفه إذا ما ضجيج الأحلام يسكن .
    نواقيس بلا أجراس الصمت فوق صدر الدهر جاثما !! ممتدا في عروق الزمان !! سنن ، ورواس!!  الصمت آخذا بناصية الجبين ، عابسة بعض أقدارنا والإزدحام بالمحن يروقه الإندساس ، وعند باب الحال كنت أبكي ، فأسمع رجع أنين الجماد ، فأكتم بقايا دموعي بقلبي ، وتمضغ ضلوعي شهقات بسري ، وما علمت الجماد بجساس..، بجنح الدمع كانت تخفيني الليالي ، والصبح أخشى فضحا لعيني ، من ذاك المخادع الدساس ، كاد البحر يثور بين ضلوعي وتشق الرؤى أمري .. تزف رحيلي يقينا ، وأدري ، وما درى الناس ، أحيا وأموت بزمن واحد ، وصفرة النرجس سقما يسري شحوبا بوجهي ،  تتخافت الأنفاس . وفراشا قد أسمع الصم أنينه.. وعن العميان أخفيت وسائد أحزاني بهوامش بين الأقواس ، وما ذاق نعاس ، الليل سكونا ..إلا قرع علل تضرب ليلي ، نواقيسا تدق القلب بلا أجراس . علل .. كذئب الليل في كل خلجات النفس ينهش ، بلا ذنب خلا الجوع !! فما إن جاع الذئب عاس !!
    إن عكاظ لسوق أدبي ، ينشد فيه كثير الشعر ، المصفوف المتراص ..، وخلا الألم ، بسوق الجسد لا ينشد سوى سقما ، بين خلاياه البالية قد جاس وماس ، خبت بين الخلايا ، وخلالها شعلة الحياة ، وعاد ليشتعل السراب رويدا رويدا ، في غصن العدم النواس ، اليوم آنست الظلام كما آواني بالأمس حينا ودهرا ، فسلام على الدهر ، وانقطع بك المساس ، محزون في هذه الدنيا ، من كان أبكم طاعونه قلبا ، من كان علته الإحساس ..

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:42 pm