أبــجـديـة الـقـمـر.
أعوامًا.. والنّهر يستقي بدمع القمر ..
هكذا هي أسرفت ألقاً ، وبهجة ..
فأسرف في البكاء ..
وجعل يصبّ بالمساء .
كم من الوقت انقضى ؟
ما بين لحظتين ، ما بين شهيقين ، وزفيرين..
يالغليان العمر
تفور فيه الدقائق ، وتتبخّر .
الظّلّ يطاردني ، والمستحيل يعبث ،
بهذيان الأمنيات ..وحشة الرّوح صحراء..
تمرّ بها الرّياح فتصفر ، وتشحب ،
ولم يسعني من رمل صحرائك ، أن أزرع الماء..
أو أنشد العبير من زهرة الصّبّار ..
حين يحاصرها الموت في البريّة ،
وذلك الظمأ العبوس ،
فهل أنشد من غيمة عينيْك بعض المطر ؟ !
أتجرّد من ظلّي ، أرتدي الشمس ، وأغادر ذاكرتي ..
مستوهنا الخطو ، أتردّد وأنا أزهد فيك ،
وأخسر بك كلّ ما أتمنّى !
اِقترب لتحترق !! يالهذي اللّحظات الثقيلةِ الملامح ..
كم أتعبتني تلك الطّفلة اللاّهية..
خلف إزدحام أمسياتي ، وسطوة أفكاري ،
لا تجيدُ سوى الادّعاء.
شريدي كخيط دخان يهرب منّي..
وليس ثمة احتراقات ! ينبعث منها دخاني،
فيصعدا ، ويلتقيا معًا..
لم يبقَ في الأرض متسعا لنا ..ما بقي سوى الرّماد ,
إنّ الطّريق لم يزل بعيدا ..وهناك الشّمس
تلِد بالأفق نجوماً تتوسّد الضّوء ، وتجعله متكأً ,
وما زال يلتوي عنق المستحيل نحوي .
كيف يثور البحر بليلة حالمة الطقس طواها النّعاس !
,أيسمح اللّيل لموكب الشّمس بالمرور..
وكسرِ الإشارة السّوداء ؟
أتجري السّفينة فوق الرّمال ،
وعمق البحر دون أنْ يغرقَ القبطان ؟
أيبني الطائر عشّه فوق النّار..
أم مضى عهد المعجزات ؟
تبدأ أم تنتهي الخطوات ؟
دع يدك تُمَسِّح النّعاس عن جفني
دعني أشاركك الحبّ والموت ,
وأقطف زهرة الصّحراء.. أمنحها ماء قلبي ..
,يجف دمع المساء.. تتراقص نجمتي،
وأرتدي قلادةالمحار ..فوق شطآن عنقي ,
أتخصّر الأماني ،
أمارس طقوس الليل..
فوق صحراء عينيك النّائمة ..
, وكبرياء شفتيْك, أعانق فوق صدرك القصيدة..
دعني أقتسم رغيف الشّعر معك ..
فلك الحرف ..ولي المعنى ،
وعلى قارعة البيت أحمل القافية ، وأنتظرك
دعني أفجّر فيك الصّمت ،
وأُطعم من صوتك جوارحي الجوعى ..
فقد فارق الأمان صممي ..منذ أفترقنا.
لستّ وحدَك باكيا ، اِنهض سيّدي ، ليضحك القمر!