شاعر ومشاعر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شاعر ومشاعر

كلماتنا قنينة ومدادها مشاعرنا


    المسن الوفي .......

    Ozlim
    Ozlim
    Admin


    المساهمات : 2094
    تاريخ التسجيل : 27/09/2015
    العمر : 63

    المسن الوفي ....... Empty المسن الوفي .......

    مُساهمة من طرف Ozlim الأربعاء أغسطس 11, 2021 1:23 am

    تأثرت كثيرا بذلك الوفي المسن ، وأدركت من عمق حنانه وطيبة قلبه ، أن المشاعر الرقيقة تولد بداخل القلوب ، وأنها لا تباع ولا تشترى ، ولا تتلاعب بها الأدوار كثيرا ولا تستمر ، وأبهرني حديثا أخبرني فيه ، ما كنت أفكر فيه بعمق ، وأوقنه بشدة ، كنت في شك أرساه اليقين أننا نتقابل في مناماتنا ، ولولا الحياء لسألت من استضافتهم أحلامي هل رأيتموني فيما بين أجفانكم الليلة ؟ لقد سبق لي وتصورت صحة شعوري بل وأيقنته ، لم أسمع عن ذلك من أحد قبل ، سوى من عقلي ، ولدقة تعبيري ، من موقف فق حدث في حياتي عندما رأيت ابن خالي في رؤية وكنت مقيمة في غربتي وهو أيضا وتفاجئت بهاتفه وأخبرت زوجته أنني رأيتهم الليلة في منامي وأخبرتني أن زوجها ابن الخال أيضا رأني في منامه علمت أننا رأينا الرؤية ذاتها وكانت المقابلة المنامية حقيقة !! شدتني دموعه لزمن ، كنت أتوهم الناس فيه ملائكة ، ولا أعلم عن شيء يحيط بالعالم سوى السلام ، لم تفكر براءة الطفل ، ولم يخطر أبدا لها على بال ، أن تلك الحياة المخيلة إليها ما هي إلا أسطورة من صناعة الأبرياء !! لكن من الناس أناس أحدهم بلا مبالغة أمة بذاته!! أين هؤلاء بسطاء الروح والأريحية ، البقية الباقية من زمن لعله لم ولن يمر بتلك البسيطة بل مر في مخيلة الكثيرين ، وأجمعوا كلهم روحيا في صعيد واحد أن يطلقوا عليه الزمن الجميل !! وكل الأزمان خلقت جميلة بيد أن البشر شوهتها ، إلا بقية باقية ممتدة من الطيبين يسلم بعضها رايات بعض ، ويرفعونها في سرائرهم ، يعيشون بيننا ولكنهم مخبوئين عن عالمنا المخيف ، وربما في كثرة المسير نلقاهم !! ، آه لو تسنح لي الأيام ، أن أقضي ما تبقى من حياتي بين أكناف هؤلاء حتى أقضي ! كم تمنيت أن أحيا في بعض الأزمان النائية التي قرأت عنها في كتب الحكايات والأساطير .. وفي قصة المرأة الطيبة التي أرشدت الشاب عن مكان البلد التي رأها في منامه وهو نائم فوق وسادة الأحلام ، تلك البلاد التي طالما حلمنا بها في الصغر وتاقت أنفسنا للحياة فيها عند الكبر ، لكنها الأحلام التي لا تأتي على شاكلة الواقع ،، تسألت في نفسي كثيرا ، ولست أجيب لا أعلم أ لجهلي بالإجابة أم أن الحياة قامت بتعجيزي وكان السؤال أصعب بكثير من أن يجاب عنه ..فيا رب العالمين لما أجد في أحلامي سعة وفسحة من كل شيء ؟ لما تمتلأ جفوني الضيقة هذه بعالم أكبر بكثير مما يحتويه جسدي ، ألهذا الحد عالمنا ضيق لا يسع أحلامنا ؟ أم لهذا الحد نفوسنا أضعف من أن نحققها !؟ أم أن الماورائنا أعظم بكثير من أن تفسره عقولنا وأوسع بكثير من ضيق المابدالنا ، أستطيع الآن أن أدرك ضيق قوالبنا ، ولا أدرك عجزا ما سوف نرحل إليها غير أني أعلم أنه عظيم ومطلق وليس أكثر!! كان بريئا وحتى أرضه التي يعيش عليها ونوعية الحيوانات التي ترعى حوله وبساطة منزله كم كان جميلا ومحزنا للغاية من دون خديجته .. غريبة هذه الدنيا .. لا يستقيم بها حال ،، لا تبقى على وتيرة واحد كل البسط تنسحب من تحت أقدامنا ، فتتغير كل الأشياء من حولنا ، وتنقلنا بغير شعور منا من حقبة إلى حقبة ، كل شيء يتغير حتى ملامحنا ، وملامح من كنا نعرفهم ..تتبدل الناس بأخرين ، وتطمس الأيام على الذاكرة فلا يبقى لهم سوى لوحات ضبابية يتموهون بها كما تتموه مياه البحيرة حين يقذف النسيان بأحجار الذكرى ، آآآه كثيرة لوحاتي وأحاول ترميم جدران معرضي ، تسقط الأشياء سهوا ، ومازلت أفتش عنما مضى حتى سئمت من الحاضر كثرة الأحداث ، وكومات من اللاشيء تراكمت ..

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 5:50 pm