شاعر ومشاعر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شاعر ومشاعر

كلماتنا قنينة ومدادها مشاعرنا


    حديث الروح ...

    Ozlim
    Ozlim
    Admin


    المساهمات : 2094
    تاريخ التسجيل : 27/09/2015
    العمر : 63

    حديث الروح ... Empty حديث الروح ...

    مُساهمة من طرف Ozlim الإثنين أغسطس 09, 2021 5:03 am

    أذكر جدتي عندما كانت تؤلمها الذكرى والحنين للماضي المنصرم ..وتردد عبارات( لو أن الزمان يعود ،، أيام ياريتها تعود، ما عادت فائدة اللي راح .. راح ) ..كنت أنظر لها وأشعر بدوار لشريط عمري القصير جدا الذي يبلغ عقدان ونيف ، مقارنة بتسع عقود أمضتها قبلنا ، ثم بعد ذلك معنا ..وكأن الأحداث تمر بعقلي كلفحة من هواء ..وأصدق على كلماتها بنعم ليتها تعود .. الآن وبعد مرور عقدان آخران ..أشعر برهبة تروادني بين الحين والحين أن يصل بي العمر للدرجة التي لا أفعل شيء سوى التمني ..بل وتمني المستحيل ( العودة إلى الماضي ) !! وأشعر أنني يجب أن أعد لتلك اللحظة .. فأنا أكره الشعور بالندم ..كنت دائما أحرص على ألا أندم أبدا طيلة حياتي .. إلا نادرا مما اضطررت إليه .. لذا رودت نفسي أن تتحمل ، وبقي التحمل عادة قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى السعادة .. فمن ينشد السعادة فلا سبيل لها سوى الصبر والتحمل .. ويسعدني أنني قد اكتسبت فهم التحمل ، وليس ممارسته فقط .. فما يلحق بالتحمل من صعوبة وألم ، قد يقتصر فقط على لحظات الذروة ..وصعود المنحنى لأعلى نقطة ألم أو حرمان أو حتى لهفة ، واشتهاءا للأشياء ..والتي بدورها تشكل النهاية وبداية الهبوط مرة أخرى.. ليعترك ساعتها اليسر بالعسر ..لحظات ولادة للسعادة .. نتيجة حتمية للصبر.. والأيام تحمل من تلك المواقف الكثير والكثير لمن أراد ترويدا لنفسه وتهذيبا لها ..فمن أبسط المواقف لأعمقها وأعقدها .. درجات ومستويات ويستمر الإختبار ليضحك اليوم من يضحك ، ويبكي اليوم من يبكي ولكل إختيار نهايتة .. آمل أن أتثبت وآمل أن يأتي اليوم وأنا لست خائفة على فعل شيء .. ولا نادمة على عدم فعله ..حقا هذه الحياة معترك وكفي بأنفسنا عدو .. أشعر كل يوم أنني أكبر ويزداد عراكي مع ذاتي في خضم المغريات .. والمشتهيات.. أشعر أحيان أنني أملك نفسي كحصاه تتلاعب بها يدي أقبض عليها وأبسط ..وحينا أخر أنها كالماء تنساب مني إنسيابا .. وفي تلك اللحظات تحديدا أخاف خوفا شديدا وأخشى وأترقب !! ماذا هي فاعلة بي ؟؟ أعلم أن السعادة لا تعني الحصول على الأشياء بل على العكس تماما .. ففي اللحظة التي يتم فيها الحصول على الشيء، يحدث تلقائيا أن يبطل الشغف مفعولة ، وتتوقف الرغبة إليه ، ويحل الزهد فيه ..فقناعتي التامة تهمس لي أنه أجمل الأشياء في حياتنا هي التي لا نحصل عليها بل هي التي تظل مصدرا قويا وفعالا لإثارة الشغف والإقتراب منها بحذر شديد..تماما كأثمن الجواهر ربما نود إمتلاكها لكن سنفتقد معه حتما الشعور بقيمتها .. لن أنسى ما تعلمت من الحياة أن كل ما هو باليد رخيص .. في حادث بشري أليم إفتقد الإنسان قيمته .. فطرد من الجنة التي خلقت له منذ ما كان في الجنة عند ربه .. إلى أن علمه الله سبيلها في الدنيا فعمي فعاش الجحيم .. في بعض الفترات يلتبس علي أكثر من شعور أشعر أني على قيد حزن صريم ، وبنفس اللحظة وليس عقبها .. أشعر بسعادة عارمة .. يغمرني كل منهما في لحظة واحدة .. أن تطيب النفس لكل أحوالها وترضى أجد السعادة على قدم الحزن في وقفة واحدة .. وأجد الإبتسامة على صدر البكاء في شهقة واحدة .. لا أحب رتابة المشاعر ولا أستسلم مهما بلغت الضغوط .. الله هو ملهمي . أقف لساعات عند العلم تأملا ، في أثار الخطوات التي قطعها ، وما أوصلنا إليه !! وتتردد كلمات ربي ( وما اؤتيم من العلم إلا قليلا ) فأنكس رأسي إجلالا واستعظاما لذلك الشأن .. لا أنكر بمدى أهميته وقيمته للحياة.. غير أني أميل أكثر لتلقي العلم اللدني الذي يتلقى من قبل الله وإلهام الله وفتحه..لا أدعي أنني ممن يأخذونه عن المعلم الأكبر..وبالطبع أتمنى وأقول أنى لك يا صاحبة الخطايا لكنني أشعر به أحوم حوله .. يحوم حولي .. أتنفس بعضا من ذراته في هواء التمني .. أحب الله كثيرا وأجتهد ليحبني.. لكنني الإنسان صاحب الخطيئة المتكررة المتسربة بين النفس وبين الروح .. يقشعر بدني عندما أفكر في اللقاء .. أريد أن أفرغ أحمالي .. وتحملني شاحنات النجاه .. أشعر أنني كما العصفور في جميع حالاته .. فحين حرا طليقا..وحينا أخر روحي بين قضبان جسدي موثقة .. أهفو إلى إطلاق السراح ..وأعلم أن ما وراء السراح راحة وبراح.. وأعلم أنه يوم عظيم ..أجيد استيعابه .. ولن أكون وحدي .. نعم خرجت وحدي إلى الدنيا ، وذلك لحداثتي في حال سيتدرج علمي بها بعد حين ، لذا ولدت لا أرى شيء ،ةولا أنظر إلى شيء ، ولا يلفتني شيء ،ةسوى ضمان ما يسد حاجتي للجوع ، لكي أواصل مسيرتي في تلك الحياة .. ولكن عند الرحيل لن أكون وحدي بعدما علمني الله أن آنس بمن حولي هل سيتركني وحدي لا أظن كنت أغفل عن الإيناس ، حين ولدت فلذا كنت وحدي .. لكن من علمني إياه هل سينتزعه مني وأنا في أشد حاجتي إليه ؟؟ لا أظن ذلك .. الله لن يخيفني مادمت منه أخاف .. وسوف يرحمني بمشيئة أتت لأجلي ، وجلبت معها صفاته وأسماؤه الحسنى .. لن يضيع من أوجد ..هذا اليوم سيخرج الجسد الأثيري منهكا مما إحتمل في الدنيا سيجد من يربت عليه ويرخي عليه الأمان .. وربما يحتضنه النور ويشعر به ويأخذه في موج من الأنوار يترك لها ذاته ويسترخي ..إنها لسعادة طال العمر وتأخر عن إدراك مدارجها ..ليتني الأن أغفو على مهد نور يؤرجح روحي بسلام .. يشد انتباهي بابا عظيما يفتح سواعده .. فأنتبه فإذا بجيوش تعدو تخرج منه تتراص أمامي تبتسم لي أدور ببصري عليهم في تفحص ودهشة !! إنها الأماني التي لطالما تمنيتها في الدنيا وتأجلت .. سبقتني لتنتظرني .. تقع عيناي على أمنية صغيرة تشبه الطفلة الجميلة الأكثر ابتسامة لي ، فأجثو على ركبتي أقرب يدي منها أتلمس نورها وجمالها ، ودون أن أحاول معرفة ماهيتها ستكون معلومة لدي ..في التو واللحظة أعرفها أذكر تفاصيلها كأنها لم تغب عني لحظة منذ كانت تلهو في بنان عقلي ببنانها ..تثلج روحي ببرد ناعم .. أقترب منها أكثر.. أضمها لروحي ضمة تجعلها تدخل في روحي فيستحيل المستحيل ممكنا .. وأركض في أمنيتي ألهو كلهو الأطفال من شدة الفرح .. لا أعلم كيف يستطيع الناس الكره والحقد الذي يحملهم على إذاء غيرهم وتمني زوال إبتسامتهم ، بل يصل إلى تمني زوالهم معا..>>>>>>> ولو لم يكن خفض الجناح أمرا يسيرا ، بالإستطاعة تنفيذه ، وإذا ما كان به شيء من الكلفة التي تسعها النفس لما صدر بها الأمر .. وكذا التراحم ، التواد ، الصبر ، العزة الإعراض عن الجاهلين ، والصمود في وجه الباطل .. كلها صفات تحمل في روح الله فما أبدع من زين الروح فينا بسبحات من سبحات من سبحات من صفاته وأسماؤه الحسنى ، أستشعر عطاء الله لأروحنا من روحه ، فما تنسب الحياة ، إلا لمن نفض عن روح الله في ذاته غبار الأرض ، وأزاح عن نفسه طينها ومن لم يفعل ، فإنه على قيد الموت ينتظر نحبه ليكمل المسير إلى دركات الظلام .. وأما خليفته في الأرض فقد أعطي آليات لنماء الروح وظهورها على مادتها .. فهي كماسة في كومة من التراب إما أن تخرج لتلمع وتسطع ويضيء لها الكون ..وإما أن تغوص في أعماق تلك الكومة حتى تندثر ويخبو مع الزمان بريقها .. لم نعرف قيمة ما نحمل في أجوافنا .. ورقي الله فينا .. في ذلك اليوم الموعود بالوعد سيجد كل منا ذاته ، فيما اختار أن يضعها إما في السحيق وإما في العلا .. وأيام الدنيا مصاف .. سكينة السكينة لو أنها جارة !! فكيف بالجارة إن سكنتنا ، السكينة هي جنة الدنيا ، ورفيق القلب في وحشة العمر ، والسفر ..كيف السبيل إليها ؟؟ يبحث الناس طويلا في هذه الدنيا .. عن شيء لا يدركون ما هيته .. لكنهم يعلمون شعوره جيدا .. يعلمون ما به من الراحة والسعادة .. وربما يتبادر إلى أذهانهم الوصف الحقيقي لما يبحثون عنه .. فأين تقطن السكينة .. يظن البعض أن الطريق إليها مشقة .. وربما عبث في ذلك الحديث .. والمبرر الوحيد لديهم هو أننا لسنا أنبياء ولسنا أولياء .. وقد غاب عنهم أن النبي والولي بشر أمثالهم .. لهم من الرغبات والشهوات ذاتها .. ولديهم من الآليات ذاتها بل هم الأكثر تكليفا الأكثر تحملا للآلام والأحزان .. (ولا تحزن عليهم ) (لا تذهب نفسك حسرات عليهم ) أحزان وما أعظمها وما أجلها !!!
    مضيت الليلة في حجرة أيوب ليلة من ثماني عشرة عام ..يئن من المرض .. نسيت مرضي وشعرت كم انا صحيحة مقارنة بمرضه ، وحمدت ربي على المرض المعافى.. وفي الليلة الماضية قضيت بعضا من الوقت بحجرة محمد قدشممت رائحة الجوع .. ووجدت الفقر مستريحا ، ممددا بجميع أركان الحجرة قدميه .. فهرعت إلي برادتي فوجد الغنى والترف ممددا يضحك على رفوفها !! فنظرت في حسرة ، تضحك هنا ، وحبيبي هناك جائع .. أهابتني ضحكاته .. وقد كنت فيما مضى أضحك كثيرا .. إلى أن بكيت ..وإني والله الآن أخشى الضحك في بدايات السبل .. فالبكاء والضحك طرفي الطريق ما إن وجدت أحدهما أولا إلا ويعقبه أخاه لاحقا..
    بقي الآن علي أن أختار بمن أبتدأ الطرقات وبمن أنهيها..
    أذكر في طفولتي وبالأخص المرحلة الدنيا في المدرسة : كانت تفاجأنا المعلمات بوفود جماعة من وزارة الصحة .. يحملون أمصال مضادة لأمراض وأوبئة كانت تنتشر وقتذاك ..وتقوم المعلمة بعمل صفين لأخذ إبر المصل بنظام واحدا تلو الأخر كنت أصاب بالرعب والهلع.. ولكنني أسوق نفسي جبرا إلى مقدمة الصفوف أملا مني بالخلاص السريع من تلك الحالة التي أصابتني..لأجعل البكاء مقدما ..والضحك مؤجلا هكذا طموحي لا بأس بالبكاء .. الوقت الباكي هنا أقصر بكثير .. منه هناك لا أود دموعا مؤجلة.. بل أود سعادة أبدية ...

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 4:42 pm