شاعر ومشاعر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شاعر ومشاعر

كلماتنا قنينة ومدادها مشاعرنا


    انطفاء .....

    Ozlim
    Ozlim
    Admin


    المساهمات : 2094
    تاريخ التسجيل : 27/09/2015
    العمر : 63

    انطفاء ..... Empty انطفاء .....

    مُساهمة من طرف Ozlim الأحد أغسطس 08, 2021 2:36 am

    أقف احتراما لمن علمني الحزن ، ولون حروفي باللون الرمادي ، وزرع الشوك بين ثنايا أقبيتي ، وأرسل إليه من هنا كلمات ، علها تكافئ ما أهداني .. كنت سعادة عارمة تمتص آلام قلبي ، وملامح وجهي الحزينة ، إليك رسمت حروفا ما كنت ﻹفكر بها أبدا ، حين أمسك بخصر قلمي ، ﻹراقصه فوق السطور ، بل كان مصب الشلال ، و النبع من صدري ، وعيناي معا ، كنت فرحة ، بهجة ، وحياة أنتشي بها ، أصفو لها ، و
    انثر الغدران شعرا ، يطرح البستان زهرا مولية عطري إلى جنبات الكون صلاة.. تمر السنين ، والأيام ، والليالي ، الليلة تلو الليلة ، وانت المرآى ، وأنت المسمع ، والأنفاس الغائبة ، استبدلت الروح بك ، عشت بك ، ونمت بك ، وصحوت لأجل وجودي المقترن بوجودك ، أبتسم لك في غير حضرتك ، لكأنك حاضرا ، أغض البصر عن سواك غائبا ، وأراك ولست هنا ، وربما بوضوح أراك ، مغمضة العين أراك ، وتلك الوسادة الوردية عن يساري ، يروق لها ملامسة بشرتي ، وشفتاي في ساعات الخيال ، وابتسامة تتراقص على زاواياها القائمة تغط معي في سبات عن الواقع ، وتلهو معي على أخيلة الأحلام ، كم كانت تبدو محابري ملأى ، ولم ينفذ صبري حين بادرتني الأيام بفض عالمي ، وثورة خيالي وهي تعلو منصة عمري ، لتلقي على مسمع غفلتي مر الخطاب ، ممزوجا بالحقيقة المضنية ، كنت أشيح حقيقة بوعيي كيما أدركها ، أافطن إليها ، كيما أفقد الثقة في حدسي ، وأسقط فريسة لصلابة رغباتي ، وأخيولاتي وجمود الواقع المعني ، ضدا وندا لبساطة ما كنت أتوق وأتمنى .
    لم يبقي القدر لنفسه شيئا مما كتب ، بل كان سخيا ، جوادا يقدم ما عنده بحفاوة ، وفرط شغف وبشاشة استقبال، أتى بظهر اللوحة الملونة ، و بالحقيقة القاتمة في يوم عبست فيه الشمس ، وقطب القمر حاجبية ، وأخفت فيه البساتين زهورها ، وتربع الشجر ذراعية وطأطأ برأسه وانطفأت الحياة ..
    قد كان الواقع فوق أرجوحة الشك ، والأحتمال يتأرجح بين الظلام ، والنور تارة يمد لي طرفه ، وأخرى يغض عني بصره ، حتى ذلك اليوم البعيد حين سقط مدويا على أرض النور العفراء ، ليكشف عن ذاته لطالما ماهت بين الشك ، واليقين حتى رأيتك في وضحه كما لو أنني لم أراك من قبل.
    لكم كذبت عيني واتهمت أذني بالصمم ، وروحت أوقد المشاعل حتى أضيء ما انطفيء في روحي لحظة انتباهتها ، وأعرج من سفح الواقع حيث هويت من جبله العالي أتدحرج على صخور الحقيقة لطالما خدشتني ، وجررحتني ، وتركت آثارها الجمة على جسد مشاعري العاري ، وملامح قلبي الدامية ، لطالما وصفوها ب البريئة ، وثمة جروح لا تندمل ، وخدوش لا تترك آثارها وتغادر ، وروح لو عادت لتبحث عن جسدها لربما لم تجده ، ثمة أجساد تمشي على هذه الأرض , وأرواحها غائبة ، وربما لن تعود أبدا حتى تذهب إليها..



      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 5:50 pm