وأفرح كلما كتبت كلما صرخت..كلما حاولت..كلما بدأت أسطر جديدة..في دفتر همومي.. أفرح كلما عادت الحروف من سفرها ، وعانقت أناملي وسكبت على أوراقي شوقا !! أفرح كزهرة مات ظلها ، وامتد بها العمر سويعات قليلة قبل أن تحتضر ، وتترك عطرها!!
كفراشة أحرق النور جناحها، ولازالت تقبل المصابيح !! كدمعة وجدت طريقها
كنت أصل الزمان بالزمان ، كنت أصل بين الصحو والمنام ، بين الواقع ، والحلم ..وأربط الكلمات عقدا ، وأرى في العتمة كما أرى في النور !! بل وأستطيع من دون أدني لغوب !! نعم كنت أستطيع ، وأجد لكل ارتباط غير منطقي في عالمي سببا يمنطق اللامعقوليات ، ليصبح الأمر ممنطق ، والضمير مهيأ ، والعقل مبرمج !! ليتقبل شيء من الخرافة والهلوسة ، بواقعية شديدة !!
فيصبح صوت المنبه المزعج ، قطعة من نص ثري بالكلمات والأبيات ، وموسيقى الشعر !! وكلما دقت الساعة , تظهر حروف مضيئة تحت جفون ، يفترض أنها من النوم مظلمة !! وصور تتجلى فيما يشبه النافذة ! والتي كشفت عن ستائرها للتو بين النوم واليقظة ، فأقرأ أشياء مسموعة ،وأسمع أشياء مرئية وكل يجري داخل عينان مغمضتان , وقلب في غطيط النوم يقظان ، يستمع جيدا إلى دقاته !
ذلك ما أيقظني اليوم مستفزا لرغبة الهلوسة داخلي والتي كثيرا ما أطيع أوامرها وقلما أرفض لها أمرا..
أضل وأنا أحسب ليال العتمة ، إقرارا بطولها وكثرة تواليها رغم سرعتها ،
وتتابعها في صفوف زمنية ، كالجيوش الفتاكة تبطش بطشة فتفقأ أعين الأرض المتأهبة ، الناظرة على أهبة الصراخ ، وتعفر أهدابها ! وتبطش أخرى فتحني ظهر الزمان على ظهري !
وعلام كل تلك الثورة ؟؟ ولم إثارة ذلك الغبار ؟
فقط إنها قوافل الذكريات ، ومواكب لأطياف الطفولة ، مرت في طريق العمر فأوقفته لحظة بألف عام ، فارتد طفلا في لحظات ، ثم شاب في لحظة , وعاد من أجرام النسيان يرجم القلب بالآف الشهب المتقدة !
أشعر بالضجر والتقزز من هاتين العينين المعلقتان في حدود البراءة ! المغموستين بالسبات العميق , تنظران إلى الحياة مدعيتان رؤيتها بوضوح شديد !!
هل تلك سياسة المتغافلين؟؟ أم سقطة المغفلين ؟؟
والأيام تركض كقطيع الحملان !!