شاعر ومشاعر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شاعر ومشاعر

كلماتنا قنينة ومدادها مشاعرنا


    عبرة حارقة

    Ozlim
    Ozlim
    Admin


    المساهمات : 2094
    تاريخ التسجيل : 27/09/2015
    العمر : 63

    عبرة حارقة  Empty عبرة حارقة

    مُساهمة من طرف Ozlim الأحد يوليو 18, 2021 3:14 am

    قالت :
    خذيني في حضنك يا أمي ، لا تتركيني ، دعيني أبكي لكي أرتاح ..
    قلت :
    كم أشعر بك يا ابنتي ، بغصة قلبك بنبضك المجروح ، بهزيمة الروح ، ضممتها بقوة السنين إلى صدري ، وحدثتها خفية بيني وبيني ، ودون أن تسمعني ، آآآآه كم احتجت لمثل هذا الحضن يضمني ، ولمثل هذا السمع ليسمعني ، ولمثل هذي اليد لتربت على جرحي  ، مضيت سنوات طوال وحدي أكابد في صمت ألمي وأبكي في الخفاء ، وأنزف في الخفاء ، ولا أحد عني يدري ما عشته داخلي من عالم مميت ، يمينني كل لحظة ويحيني ليميتني  ، ويهد أعصابي ، كنت هناك وحدي حيث لا أحد غيري ، ذكرتني في ضمة بمحنة العمر !!
    آلمك.. أعلم لأنك أحببتيه ، ولو لم تفعلي ، لما شعرت بكل ذلك .. لكنه يا حبيبتي راح ولم يعني بحبك له ، ولم يعني بجرح الفراق ، ولم يعني بمرضك ، الذي لعب هو فيه دورر الفيرس والداء كأنه .. كنت ضعيفة هشه كالعهن ، أو كغزل للبنات ،كالسكر المنفوش على فراغ من الهواء ، إذا أراد أحد منكم الإستناد عليه لعلم حقيقته المخيفة ، التي ما كان يعلمها إلا الله ، والفرق بيننا يا حبيبتي ، أنه يجوز لك أن تصرخي أمام العالم ، ويرى العالم دمعك ، أما أنا فلا ، ما الذي أتعلل به حين يسألونني ، عن دموعي التي ما كانت تتوقف ، عن مريض وهزالي ، وعدم رغبتي في كل شيء ، عن كل تلك السنين ما الذي سأجيب به عن كل تلك الأسئلة ، جئت على نفسي زمنا ليس بالقصير أدور في نفسي ورائي ، أحاول تعليلها ، أحاول تسليتها ، وأبكي معها ، أحدثها لماذا ؟؟ ولماذا ؟؟ وملايين منها ، وليس جواب في فم الفراغ ، كنت أحتاج يابنتي أن أتكلم أصرخ أفضفض عن امتلائي ، وأفرغ و لكن ما كان يجدي ولاينفع ،، فالحب عيب وحرام لي ، والجرح والألم لا يجوز ، كنت كخرساء تتألم ولا تستطيع أن تعبر ، فكل وسائلها في التعبير معطلة .. أحرقتني .. وذكرتني باحتراقاتي .. ماذا أقول لك ؟ وكيف أنهاك عن أذى نفسك كيف ؟.
    استريحي في قلبي ونامي ، وغدا نصحو على طارق الشفاء ببابنا..

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:20 pm