رسائل إلى الأبد

رسائل إلى الأبد

يحل الزمان في جسد الصغير
فيلهم البكاء وتضحك الآبالسة
لا تهجري أيتها الملائكة
فليس في السماء من يبكي
غير أن السماء على بعدها
رحمة بتلك الدموع تبكي
رحمة بضعف الوتين
فليرفع عنه الغسق الحزين
لتحلو مرائر الأيام رفقا
غلوا حناجر الشياطين
وانزعوا الأوقار من صدره
أزيحوا الظلام عن الطريق
دعوه يحب ويدعو للسلام .

إنه الشرق الحزين
كسرب الحمائم وحده ،
يحلق في براري الأشقياء ،
يبحث عن زرقة
يتأرجح بها الماء العذب ،
كالقبيلة الضائعة
بعقوق بحر من الرمال..
كقطيع الذئاب البيضاء
من رهق الثلوج تبحث
عن حرارة الدماء ..
بالشرق بين الرمال ، والثلوج
لا فرق ، غير أن الضحايا
رغم اختلاف مصارعهم
تتضارع كثيرا أحلامهم !!

إنه الشرق الحزين !
مزعج هديل الحمام !
مطرب نعيق الغراب !
لكل صنم تذبح أمة !
يهال على كل حر تراب !
يقسم بما فوق هذا العالم !
يستعيذ من العزة بالعذاب !
ويستجير من الأسود بالكلاب !
يرجو من السماء زلفى !
وتحلم عيونا بحسن المآب !
إنه الشرق المتيم بالسراب

مدلج في ظلمة الأرحام
يكور في ظلمات ثلاث
عابر في مغبة أسبابه
وليس من سبب
كان عن مغبته راضيا
متجهم كان وجه الليل
يطويه في ديامس ضعفه
وتطرح نظرته الحزينة
في عين الوجود مئات الأسئلة
وعلى مسرح الحقيقة
تسدل أمام عينيه
ستائر الغطرسة .

في جوهر الروح خلودا
تستنير به المعاني
مسترقا عليه ترتق البصائر ،
فتطلق الحكمة فيه ناموسا
فريدا للسلائق ..
يخفق القلب بوقعها
مجردا حافيا يجري بأعماقه
سره الأزلي .

الحلم في حلم أبدي !
الكنز الأكبر بين يدي ،،
ومن خلفي ، وعلى جنبي ،
النور متشح وخفي !
أسير في سبات وسكونا ..
أكشف عن ذاتي بذاتك في ،
وأنقب عن سر عماء بي
صارت أنفاس الجوف يقينا
جوهر يتلألأ فيه وفي
ليكشف بي عما يخفيه
فأناديه بذاك الحينا
أيها الكنز العظيم
هبني اشتياقا سرمدي
لهولتي الأولى ولي
كيما أعود إلى السديم
وأغور عشقا في خفائك الجلي .

فما أحجبه عني ،
سوى قربه مني ،
إنه المتواري ، والتواري ..
خلف نور من نور عيني ،
وما رماني بالظليم سوى ،
من عصى إدراك ظني ،
ذاك السبات ما أسعفني ،
وما أسعف الناظر المتبني ..
غدا سينبلج صبح الأبد ،
ويهوى الإبهام في اللامنتهى
المتدني ،
وسلام على اليقين ..
ممن أدرك المتمنى ،
وبلغ المراد من التمني .

البارحة
كان خير للجسد أن ينام
وتطل الروح تسري في جسد الحقيقة
تسبح في دم الحلم وجفن الأيام
كان له في النوم خيرا ..
فالطقس كان باردا جدا
ورياح الأمس كانت قاتلة
تنزع جذور الأماني من أرض التمني
غابت بالأمس شمسا فلم تبق ظلال
غادر الدفء الحياة متشبثا بجناح طائر!
البارحة كان الكون , الزمان , وكان القلب
كنا جميعا خارج التغطية .
كم كان يكفي أن نكون بلا زمن ولا مكان
بلا جسد بلا هوية أو عنوان
كسر الوعد يا زمني العاصف
بأن نبقى حتى اليقين
وكأننا في جسد الزمان لم نكن سائرون
أو عابرون في ممر عقارب الساعة الزجاجية
قبل أن تتحطم , وتلق المصارع كل حقائبنا
وجفني الذي علا هذي العيون تركته مرتجفا
البارحة كانت رسالة من صنع الخيال في يدي
ونفحة من طيب معبدي ,
كانت رؤيتي في وضح الظلام أرجح أن تفسر
من سراب الضوء في رؤيتي .
أبدا أبد أن يفهم هلوساتي الأبد .
فخير للنوم أن ينال من الجسد .

نجمي الجلي ، مهتداي
ملاكي المشع الخفي ..
نحو ذلك المسار المألوف خذ بي
دعني أتلو صلواتك في صدري وفي ،،
ولتحرق انحراف وجهتي ،
بنور الجهات المقصودة لي ..
خذني من أنين الضياع ،
علق بالألواح شكوتي ..
ضعني هناك لبضعة أزمان
دعني فوق حصيرة الأيام ساجدة .

حبها النور

أيها النور أقبل إلى ذرات قلبي
وانثر جسدك المشتت فيها
خذ يدي بيديك ، قبل روحي
قبل براءتي المسداة
من أجنحة الطير المهاجر
واروي أمانيا العذاب
رافقني ..
وبين أشجار الزيتون ضمني
وامض بي عمرا من السلام ..