شاعر ومشاعر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شاعر ومشاعر

كلماتنا قنينة ومدادها مشاعرنا


    عبرة ١ .......

    Ozlim
    Ozlim
    Admin


    المساهمات : 2094
    تاريخ التسجيل : 27/09/2015
    العمر : 63

    عبرة ١ ....... Empty عبرة ١ .......

    مُساهمة من طرف Ozlim الخميس أغسطس 05, 2021 5:20 am

    أشعر بحرارة يد الوداع تقترب من أيادينا لكي تصافخنا .. شيء ما يحاصرنا بعينين من الحزن .. إبتسامات متراجعة ، تستميل ضحكات بصوت الحسرة ، وأجنة الدموع تولد من جديد مع كل راحل على ركب الرحيل يودعنا !! لكم اصطلت قلوبنا بعد كل رهان ..
    أن ما سوف يأتي خال من الضجر من التعب من الخوف ، من ذاكرة تحمل ملامح كل الراحلين بوضوح مفصل ، كلماتهم لفتاتهم ضحكاتهم حتى دموعهم ، ريعان شبابهم وهزال شيبتهم .. مازلت أسمع نبراتهم كأنما يحدثونني الآن!!
    كم من أمسية بت فيها باكية ، أخشي على كل ذلك من الزوال ، وقد ذهب إلى زوال ما كنت أخشى زواله !! والبقية تأتي ..
    تهزأ بمشاعري وتنتقص من عقلي ، باردة هي الدنيا كما أنها تحتفي بمجيئنا ، تحتفي أيضا برحيلنا !!
    قد اجتمع الناس تتشارك الفرح في ساعة الطفل الأولى ، وقد اجتمع الناس مرة أخرى ليشيعوه ، هذا ما يتركه فينا الوداع الأخير !  هذا شأن الوداع ، وما خلق لأجله ،
    أن يمسح على صدر القوي مسحة ضعف وانكسار ، وأن يحاصر فينا الأمل بالبقاء .. ويزيح عنا عناد صغير يلهو في أعيننا ، يحمل رايات الجموح ، يثير في أنفسنا مد البقاء ، وسطوة الحلم قد تكون واهية ، توهمنا بشمس تشرق تتوهج إشراقا على وجه الأمنيات ، فنقول :
    سيغمرنا السلام ستصبح بعد قليل عجائز أفكارنا شبابا ، وقلب المهموم بسنواته الضائعة ، سيعود طفلا ، سيملؤنا الشعر والجمال ، ونخلع على سجادة اليأس نعالنا ، لا بل إن محبتنا المنقوشة على أوردتنا لمودعينا تأبى كل ذلك !! كيف لنا يا رفاق صبانا ،  وظلال طفولتنا التابعة ..؟؟ كيف لنا يا أوطان تنحت عن أبناءها في زمن غيرها ..تنازعني عيوني التي حملت صوركم في كل أركاني ،  تنازعني أذناي التي ما فتأت تعيد على نفسي نبراتكم !! تنازعني يدي التي صافحتكم ، وشفتاي الي قبلت بعضكم !  كنت آمل أن أرى في العمر بشارة ، لا أن أرى الحزن يحاصرني ، ويقطف آخر زهيراتي .. لكن مرآتي كانت صادقة حين أطلعتني على نفسي ، وعلى العالم ، وكنت اعاندها بعدم تصديقها ! قالت :
    إحذري القصاص ، فالحياة المملؤة بالكبد تجرم من يخالف ، فبكل ضحكة وبكل فرحة وبكل ابتسامة تقتص منا تلك الدقائق ، بأزمان مكابدة عسرة مستوحدين فيها بعدما امتلأنا بها ، هل كان علي ألا أضحك ، ألا أفرح ؟؟ هل كان علي أن أعبس في وجه الاشياء والبشر ؟ حتى لا أكابد في سنوات قصاصها ,
    آه كم هي مجنونة ! وأنا أيضا هكذا سأغلق قارورة الدمع الآن قبل أنسكابها على وريقات تنتظر الحبر والأحزان ..

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 7:46 pm